تدور أحداث فيلم “ليلة رأس السنة” للمخرج المصري محمد صقر في ليلة 31 من كانون الأول 2009، في إحدى القرى السياحية المصرية، ويحكي قصة كمال موزع المخدرات، الذي يتحرك عبر سيارة إسعاف يملكها.
يشرح الفيلم، الذي يمتد لساعة ونصف تقريبًا، قصصًا مخفية لدى الطبقة المخملية في مصر، إذ تدفع الأحداث شريف (لعب دوره أحمد مالك) ليمشي مع موزع المخدرات كمال (لعب دوره الممثل الأردني إياد نصار) في رحلة توزيعه للمواد المخدرة، ليكتشف أن جميع معارفه تقريبًا يتعاطون هذه المواد، وصولًا إلى شقيقته رانيا.
من النقاط الإيجابية التي تحسب لفريق العمل هي زاوية التناول لقصص الطبقة المخملية في مصر، التي استطاع المخرج محمد صقر أن يعالجها بطريقة مختلفة، بعيدًا عن الطريقة السائدة باعتبارهم وحوشًا ينهشون لحوم الفقراء، أو يتحدثون اللغة العربية بطريقة ركيكة مليئة بالمبالغة، كما أنه لا يمنحهم صكوك البراءة في المقابل، إذ إن الإدانة أعمق، وتذهب باتجاه مختلف مع نهاية الأحداث، وبرسائل ورموز اختارها المؤلف محمد حفظي بعناية.
ويبدأ الفيلم بأغنية “كاتيوشا”، وهي أغنية “ثورية روسية” مخصصة لجيش الاتحاد السوفييتي السابق في أثناء الحرب العالمية الثانية، بالتوازي مع لقطات لطائرة خاصة، وعائلة ثرية جامدة وصامتة وحزينة.
ويحمل اختيار محمد صقر لهذه الموسيقى مع المشاهد الافتتاحية دلالة على سير أحداث الفيلم، وتنبئ بزلزال سيهز أبطاله في المشاهد التالية.
أما الرمز الثاني الذي استخدمه المؤلف، فهو الحديث بين سائق سيارة التنقل في الفندق وشريف، بعد تعاطيهما المخدرات، إذ يتضمن نقاشًا شخصيًا ما كان للأول أن يتحدث به لولا ضياع عقله، هنا تساوي المخدرات بين الجميع، وهو أيضًا ما أشار إليه كمال في أحد مشاهد الفيلم بشكل غير مباشر.
الرمز الثالث، الذي يحمل الإدانة لكل الشخصيات، هو مشهد الختام الذي صوّر الشخصيات جميعها تتجه إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة بعد ليلة صاخبة، كأن شيئًا لم يكن، في إشارة إلى العدل الغائب دنيويًا، وربطه بالعدالة الإلهية.
ومن النقاط السلبية، تأخر دخول الأحداث المؤدية إلى الذروة، مع استغراقه بتقديم الشخصيات والأحداث الأولية، وربما يدفع هذا الأمر المشاهد للملل في بعض الأحيان حتى يشده المخرج ثانية مع أحداث غير متوقعة.
الفيلم من بطولة إياد نصار وأحمد مالك وهدى المفتي وبسمة وشيرين رضا، وعُرض خلال العام الحالي، وحصل على تقييم 5 على موقع “سينما.كوم”.