رجل في الأخبار..
أوصاني والدي بالفقراء.. “طبيب الغلابة” يودع مرضاه
غزت صور الطبيب المصري محمد عبد الغفار مشالي، المعروف بـ”طبيب الغلابة”، وسائل التواصل الاجتماعي بعد وفاته، الثلاثاء 28 من تموز.
ونعى الطبيب المصري وليد مشالي والده، كما نعاه وزراء ومسؤولون مصريون وعرب، وشيخ الأزهر، والنقابة العامة للأطباء في مصر.
ذاع صيت الدكتور مشالي كمعالج رحيم بالفقراء، يتقاضى أسعارًا زهيدة في عيادته البسيطة بمدينة المحلة بدلتا مصر، بتكلفة بلغت في حدها الأعلى عشرة جنيهات مصرية (نحو نصف دولار) فضلًا عن شرائه الدواء على حسابه للمرضى الفقراء.
وأطلق عليه المصريون لقاء ذلك لقب “طبيب الغلابة”.
ولم يكن الطبيب الراحل مشهورًا، إلى أن سلطت وسائل الإعلام الضوء على قصته قبل سنوات قليلة.
ويذكر مشالي في مقاطع مصوّرة انتشرت في السنوات الأخيرة، أنه ابن أسرة متواضعة، ولد عام 1944، في منطقة شعبية عرف فيها “الفقراء والمساكين”.
والدكتور مشالي متخصص في الأمراض الباطنية وطب الأطفال، تخرج في كلية طب القصر العيني بالقاهرة عام 1967.
اللحظات الأخيرة
روى أسامة عبد الغفار، شقيق “طبيب الغلابة”، تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياته، في تصريحات للقناة الأولى المصرية، وقال إن الدكتور محمد مشالي “كان دائم الاستيقاظ مبكرًا، ولكن يوم الوفاة استيقظ في تمام الـ11 صباحًا”.
وأضاف أن الطبيب الراحل أخبر زوجته أنه مرهق وأنه سيعود للنوم، ليستيقظ في السابعة مساء.
وتابع شقيق الطبيب أن مشالي “قال إنه يشعر بالإرهاق”، ما دعاهم لإجراء إسعافات أولية له، “ولكنه فارق الحياة في تمام الساعة الثانية فجر يوم الثلاثاء”.
وأشار أسامة إلى أن والدتهما فتحت موضوع رفع سعر “الكشف” مع “طبيب الغلابة”، ولكنه أكد لها قائلًا، “متنسيش بابا وصانا بأيه”.
قصة مؤثرة
يتحدث “طبيب الغلابة” باكيًا عن قصة لأحد المرضى جرت معه، “جاء طفل عمره 11 عامًا، مريض بمرض السكر وهو يبكى من الألم، ويقول لوالدته أعطني حقنة الأنسولين، فردت أم الطفل لو اشتريت حقنة الأنسولين لن نستطيع شراء الطعام لبقية إخوتك، وما زلتُ أتذكر هذا الموقف الصعب، الذى جعلني أهب عملى للكشف على الفقراء”.
وفي مقابلة أخرى، قال الطبيب الراحل، إن الفقراء كانوا يصابون بأمراض مرتبطة بالفقر وبعملهم في الزراعة، ولا يملكون ثمن “الكشف” عند الأطباء فتطوع لعلاجهم، كما تخصص في أمراض الأطفال بعد واقعة الطفل الصغير.
رفض قاطع
رفض الطبيب الراحل عرضًا من برنامج تلفزيوني في شهر رمضان الماضي، وقال إنه لا يطلب مساعدة مقابل عمله، وطلب من المتبرع تقديم التبرعات للجمعيات الخيرية.
وأضاف، خلال البرنامج، أنه يأخذ مبلغًا صغيرًا مقابل “الكشف” الطبي، لأنه نشأ فقيرًا وأوصاه والده بالفقراء.
وكانت كلمات مشالي خلال البرنامج مؤثرة، “نشأتُ فقيرًا وساندويش الفول والطعمية يكفيني، ولا أريد أن أرتدي ملابس بآلاف الجنيهات أو أستقل سيارة طولها عشرة أمتار”.
كما رفض مشالي تبرعات لتطوير عيادته وتجهيزها بمعدات حديثة، قائلًا، “أنا لا أحتاج إليها، قدموا هذه التبرعات لأطفال بلا مأوى، أو لأيتام”، بحسب صحيفة “اليوم السابع” المصرية.
وأثار خبر وفاة الدكتور مشالي حالة من الحزن بين ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر والعالم العربي، ونعاه آلاف المغردين.
–
وفاة #طبيب_الغلابه بعد حياة مليئة بمساعدة " المحتاجين الغلابه " في #مصر ..
فعلاً هناك خيارين بعد مماتك إما أن يترحم عليك الناس ويدعون لك لأنك إنسان محترم أو أن أقل الإيمان لا يذكرنك بشيء ..
اللهم حسن الختام ..د. محمد مشالي في ذمة الله ، اللهم اغفر له وارحمه وأكرم نزله … pic.twitter.com/jOvE2dGwyS
— مبارك الدوسري (@Aldosri_mubark) July 28, 2020
رحم الله #طبيب_الغلابه#دكتور_محمد_مشالي فقد نذر نفسه ووقته وعلمه وعمله وقف لله لعلاج الفقراء والمحتاجين .. فأمثاله لايموتون بل تخلد سيرتهم وذكراهم لتكون نبراسا وطريقا لمن خلفهم..
فاللهم اغفر له وارحمه وادخله الجنة بلا حساب ولا سابق عذاب مع النبيين والشهداء والصالحين.. pic.twitter.com/qBd9NmJPA9— فيصل ابوثنين (@FaisalAbuthnain) July 29, 2020
توفي وأحد من أنبل من أنجبتهم الأمة العربية الدكتور محمد عبد الغفار مشالي أو كما أشتهر "طبيب الفقراء" افتتح عيادته الشهيرة عام ١٩٧٥ وحتي اخر يوم في حياته لم يكن يتربح من عيادته ورفض التبرعات التي انهالت عليه من كل مكان رفض متاع الدنيا الزائل واختار ما عند الله pic.twitter.com/kTFLKdfVCb
— Saddam Sayyaleh (@SaddamSayyaleh) July 28, 2020
https://twitter.com/ahmdal3bed1/status/1288193819113132038?s=20
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :