جريدة عنب بلدي – العدد 36 – الأحد – 28-10-2012
بعد أكثر من عام ونصف على انطلاق الثورة السورية وما شهدته من تضحيات وملاحم بطولية سطرها الثوار على امتداد ساحة الوطن، ومع تزايد قمع النظام وبطشه بحق الشعب المطالب بحريته وكرامته، تبرز الحاجة إلى توحيد الجهود والتكاتف كأولوية للعمل الثوري في الوقت الحاضر وفي المستقبل. فما مرت به ثورتنا ومدننا يثبت ويؤكد أن الجهود المبذولة مهما عظمت لن تكون قادرة على الوصول إلى هدفها وتحقيق مبتغاها إلا إذا تضافرت وتوحدت.
وفي سبيل تحقيق هدفنا وبلوغ غايتنا، لابد لنا اولًا من أن نحدد هذا الهدف بحيث يكون واضحًا وضوحًا تامًا، وهدف ثورتنا واضح ومشترك بين جميع أطيافها، ويتمثل في الحرية والعدالة والكرامة، وإسقاط نظام الأسد الوحشي القمعي، وهو الهدف الذي يجب ألا نحيد عنه وألا يشغلنا عنه شيء. ولابد ثانيًا من توحيد الجهود والتعاون بين الجميع لتحقيق هذا الهدف.
فجميعنا على تعدد أفكارنا وثقافاتنا، وتنوع رؤانا واتجاهاتنا خرج مطالبًا بالحرية والعدالة والكرامة، رافضًا الظلم والقمع الذي مارسه النظام طيلة العقود السابقة. وهذا التعدد والتنوع ينبغي أن يكون نقطة قوة لثورتنا فيزيدها ألقًا وبهاءًا، لا أن يكون سببًا للخلاف والاختلاف وتبديد الجهود. علينا أن نذكر دائمًا هدفنا المشترك، وألا يشغلنا عنه خلاف على تفصيل من التفاصيل أو سواه من الأمور الثانوية. تحقيق النصر هو الهدف والغاية، وكل الجهود يجب أن تنصب لتحقيقه، لا أن ننشغل بخلافاتنا حول مرحلة ما بعد إسقاط النظام، أو أن نُمضي أوقاتنا في محاربة بعضنا البعض على حساب هدفنا المشترك.
خلافاتنا حول لافتة ترفع في المظاهرات وتتسبب بشق الصف، مضيعة للوقت والجهد وحَرفٌ لثورتنا عن مسارها، وسبب لتأخير النصر.
خلافات كتائب ومجموعات الجيش الحر حول من هو الأفضل للقيادة ولحمل السلاح سبب للهزيمة وسقوط المزيد من الشهداء الأبرياء.
وحده إيماننا بالثورة ومبادئها، وتوحيد جهودنا ورصّ صفوفنا كفيلٌ بنجاح ثورتنا وتحقيق أهدافها والوصول إلى دولة الحرية والكرامة.