قال المركز الإعلامي في مدينة التل أمس الثلاثاء 4 آب، إن عددًا من المحال التجارية في المدينة بدأت بالإغلاق إثر نفاذ المواد التموينية، بعد أسبوعين على إغلاق الطرق المؤدية إلى العاصمة دمشق.
وشهد صباح الخميس 20 تموز شهد ازدحام أرتال من السيارات وباصات النقل على حواجز جسر معربا، طيبة وتل منين المتمركزة على الطرق الواصلة بين التل ودمشق، بناءً على أوامر تلقاها العناصر بإغلاق الطرق من نظام الأسد.
وأعلم المجندون الأهالي أن المدينة “مغلقة حتى إشعار آخر” وأنهم ممنوعون من المغادرة، ليسمح لاحقًا للموظفين في دمشق وطلاب الجامعات وطلاب الشهادة الثانوية فقط بالمرور، بحال أبرزوا بطاقات رسمية صادرة عن الجهات التي يعملون لديها أو بطاقاتهم الامتحانية.
الأفران بدون طحين
وتزامن حظر مغادرة المدينة أو دخولها مع إيقاف إمدادات الطحين عن الأفران، ومنع إدخال المواد الغذائية والخضار والفواكه والمواد الطبية والوقود، بحسب المركز الإعلامي، الذي أكد أن الحال مستمر على ما هو عليه منذ أسبوعين إلى الآن.
كما تمنع قوات الأسد الموظفين والطلاب العائدين إلى المدينة من إدخال مواد غذائية معهم؛ فتصادرها أو تتلفها أو تمنعهم من الدخول كليًا، وفق ما نقل شهود عيان لعنب بلدي.
وانقطع الخبز ثلاثة أيام متوالية عن المدينة إثر توقف فرنين فيها عن العمل لنفاذ الطحين والوقود، سمح بعدها بإدخال كمية محدودة إلى فرن حرنة، المجاورة للتل، ليل الأحد 2 آب، ليتوفر الخبز بعدها بكميات ضئيلة وسط أزمة طلب حادة عليه.
ومع استمرار الحصار بدأت معظم المواد الغذائية والطبية بالنفاذ، كذلك أسفر إغلاق الطرق عن نقص في الأدوية ونفاذ بعضها، بحسب الدكتور خالد، وهو صيدلاني في مدينة التل، فرغت صيدلته من أدوية الربو والسكر والضغط والقلب وحقن التهابية وبعض الأدوية العصبية.
الحصار يلاحق النازحين
سرعة نفاذ المواد تعزى إلى الكثافة السكانية في التل، التي تستقبل أكثر من مليون نازح معظمهم من أبناء غوطتي دمشق وقرى القلمون، بحسب تقديرات جهات إغاثية عاملة فيها.
ويعتمد الأهالي في غذائهم حاليًا على مخزون من البقوليات أو الأرز والمعكرونة، مصدر معظمها المعونات الغذائية الدورية المقدمة بالتنسيق بين عدة جهات فاعلة في المدينة.
وقال أبو يامن، من الكادر الإغاثي في الهلال الأحمر في مدينة التل، إن المنظمة لجأت إلى التقنين في المواد المقدمة إلى الأهالي “تماشيًا مع الظرف وتحسبًا للمستقبل”.
مقتل سائقٍ تابعٍ للنظام فجر الأزمة
لجنة المصالحة التي أعلنت “تعليق أعمالها” أيار الماضي بسبب “تجاوز الأطراف المؤثرة وتعطيل عمل اللجنة”، أوضحت الجمعة 31 تموز أن إغلاق الطريق هو رد فعل للنظام على مقتل سائق سيارة تابعة له داخل المدينة، بعد اتهام فصائل مسلحة معتبرًا ذلك “خرقًا للهدنة”، بحسب تصريحات رئيس اللجنة أبو حسام جاموس خلال لقاء جمعه بالأهالي في مسجد الكبير، الذي شهد انفجار عبوة ناسفة مطلع تموز أسفرت عن مقتل خطيبه سليمان الأفندي.
وأوضح جاموس أن اللجنة قدمت مقترح تعهّد إلى نظام الأسد وإلى الفصائل المسلحة في المدينة، ينضوي على تعهد الأخيرة بعدم المساس بأي من عناصر النظام أو “المحسوبين عليه” طالما أنهم بزيهم المدني ممن قد يمرون في المدينة، مقابل رفع النظام حصاره عنها.
وما يزال توقيع المقترح قيد البحث، وفق جاموس، بينما نقل المركز الإعلامي عنه أن اللجنة بحاجة لضم 10 أعضاء من الأهالي “للتعامل مع أي طارئ”.
ويحيط بالمدينة الواقعة شرق دمشق 5 حواجز، ثلاثة منها على الطرق المؤدية مباشرة إلى دمشق، إضافة لحاجز المشفى شمال المدينة وحاجز الضاحية في جنوبها الشرقي، وتشهد واقعًا خدميًا “غير مرضٍ” بالنسبة للأهالي، أبرزه انقطاع التيار الكهربائي بمعدل 20 ساعة يوميًا ويستمر عدة أيام أحيانًا، ليأتي الحصار بعد سلسلة اضطرابات شهدتها ويزيد حدة الترقب بين ساكنيها.