أصدر المجلس الإسلامي السوري، الثلاثاء 4 آب، بيانًا أفتى فيه بجواز التعاون والتنسيق مع الحكومة التركية في القضاء على المعادين للثورة السورية، ولا سيما تنظيم “داعش”.
التنظيم يسعى لضرب الجهاد الشامي
وعزى البيان الفتوى إلى أن التنظيم “جمع بين غلوّه في الاعتقاد والقول والعمل واختراقه الذي يصل إلى حد العمالة على مستوى القادة الذين يملكون اتخاذ القرار ولاسيما القرار القتالي، باعتبارهم خوارج”، مشيرًا إلى أن “الكثير ممن كانوا يعظمونه وتربوا في أحضان فكره الغالي تبرؤوا منه وحكموا عليه بالغلو والتشدد”.
ووصف المجلس التنظيم بـ “مطية أعداء الله” في تحقيق أهدافهم بضرب الجهاد الشامي، إذ ترتب على ظهوره “مفاسد عظيمة من تكفير المسلمين واستحلال دمائهم وتعويق الجهاد في العراق والشام وتحقيق مآرب الأعداء، وكذلك ما تركته من آثار على الأجيال القادمة إذ تدفع بالأطفال إلى الغلو والإجرام مما ينذر بقارعة عظيمة في المستقبل لا قدّر الله”.
وعلى هذا اعتبر البيان القضاء على “داعش” من أعظم البر والتقوى، لأن فيه تحقيقًا لأعظم مطلوب شرعي في سوريا وهو حقن دماء المجاهدين وأموالهم.
الضرورات تبيح المحظورات
واعتبر المجلس أن الحكومة التركية الحالية منذ استلامها للحكم ناصرت قضايا المسلمين في العالم، ولاسيّما قضية فلسطين والثورة السورية، إذ “وقفت مع الشعب السوري المظلوم منذ اليوم الأول في جميع المحافل بعد أن تخلى عنه القريب والبعيد والعدو والصديق، وكانت الدولة الأولى في حسن استقبال المشردين منه واحتضان جميع الفعاليات الثورية، وهذا ما لم تفعله كثير من الدول”.
وعلى فرض توقع مفسدة من التدخل التركي، فإنه لن يصل إلى درجة المفسدة التي ترتبت على أقوال وأفعال “داعش”، وفق البيان، الذي أوضح أنه اعتمادًا على قاعدة “الضرورات تبيح المحظورات فإن التعاون جائز ومباح بل يصل إلى الوجوب، لأن الشعب السوري في أعلى درجات الضرورة”.
ولأن الحكومة التركية ‘لا تنتظر فتوى بالجواز أو المنع وإنما ستقوم بما يحقق مصالحها بقتالها لهؤلاء الدواعش والماركسيين من الـ pkk”، أشار المجلس في بيانه إلى أن التعاون والتنسيق معها بما يحقق مصالح الشعب السوري “خيرٌ لنا في الحال والمآل”، مؤكدًا أن عكس ذلك “سيفوت علينا مصالح كثيرة ويفقد الشعب السوري الرئة التي يتنفس منها في ثورته”.
الخطيب: التدخل العسكري أمر مرفوض
معاذ الخطيب الذي كان حاضرًا خلال تأسيس المجلس الإسلامي، 14 نيسان 2014، أشار في حديثه لصحيفة “بوابة الشرق” في 18 تموز الفائت، إلى أن “الأساس في أي مسألة وطنية هو رفض التدخل العسكري، إذ لا يوجد إنسان يحب بلده ويرغب بتدخل عسكري أجنبي”.
وأكّد الخطيب أن النظام اضطهد الشعب السوري بطريقة “متوحشة غير مسبوقة”، أدت إلى مطالبته بالحد الأدنى من التدخل لإنقاذ المدنيين، كالحظر جوي مثلًا، لكنه اعتبر أي تدخل بري أو اجتياح عسكري “أمرًا مرفوضًا”.
ويضم المجلس الإسلامي قرابة 40 هيئة ورابطة إسلامية من “أهل السنة والجماعة” في الداخل والخارج، ومن ضمنها الهيئات الشرعية لأكبر الفصائل الإسلامية في جميع أنحاء سوريا، ويترأسه الشيخ أسامة الرفاعي وينوب عنه الشيخ محمد معاذ الخن.