جريدة عنب بلدي – العدد 36 – الأحد – 28-10-2012
تقرير: هنا الحلبي/ عنب بلدي – خاص
وفق خطة محكمة لعدة كتائب من الجيش الحر «أبو عمارة، أحرار الشام، جبهة النصرة» تم الاستيلاء على فرع الأمن الجنائي بحلب. كانت عمليةً مباغتةً للنظام وغير متوقعة، فهي بعيدة عن مرمى الجيش الحر والأحياء المحيطة به هي أحياء من المفترض أنها تحت سيطرة النظام.
كانت عمليات الجيش الحر سابقًا تتركز في الهجوم على فرع المخابرات الجوية والأمن العسكري وحاجز دوار بلليرمون مع حاجز دوار شيحان. وكانت أغلب تعزيزات النظام تتركز على تلك المناطق في الأحياء الغربية بحلب.
فدخل الجيش الحر حيّي الأشرفية والسريان الجديدة وانتشر فيهما خلال الليل، ليستيقظ النظام صباح يوم الخميس فيرى «بيك أبات» الجيش الحر منتشرة في تلك المناطق وهي تنصب حواجزها هناك.
أصيب الجيش النظامي بحالة هلع وخوف وبدأ ينتشر في المناطق المحيطة بتلك الأحياء خاصة في حيي السبيل وشارع تشرين. وأصبح أفراد الجيش النظامي يختبئون في المباني السكنية عند نقاط التماس مع الجيش الحر لعدم جرأتهم على المواجهة. وعلت أصوات الاشتباكات لتُسمع في كل أحياء حلب الغربية. كان هدف الجيش الحر إرباك النظام وإيهامه بأنه دخل هذه المناطق الجديدة ليبسط سيطرته عليها، كنوع من الامتداد والتوسع في عملياته. وفي هذه الأثناء وفيما الجيش النظامي مرتبك بحشد قواته ودباباته في المناطق المتاخمة لنقط انتشار الجيش الحر، نفذ الأخير هجومه على فرع الأمن الجنائي بخطوة غير متوقعة، وحتى المساء كان قد فرض سيطرته عليه بعد أن قتل عددًا من الضباط وأسر البقية وتمكن من تحرير كافة المعتقلين داخل هذا الفرع.
وبعد ذلك انسحب الجيش الحر من الفرع وبدأ ينسحب تدريجيًا من منطقة السريان بعد أن وصلت حواجزه حتى جامع الرحمن «بداية شارع فيصل»، ومن ثم انسحب من منطقة الأشرفية بعد الاتفاق مع حزب العمال الكردستاني، البي كي كي، الموالي للنظام، وذلك كي لا يكون وجوده في الحي سببًا لقصف النظام له ودكه عن بكرة أبيه.
وفي تعليق لأحد الشخصيات في حلب الداعمة للنظام والموالية له: «هل يتلخص دور الجيش النظامي على قصف الأحياء بعد دخول المسلحين إليها؟ أليس من المفترض أن يحمونا بتحصين هذه الأحياء ومنع دخول المسلحين إليها مسبقًا؟ أين دباباته وحواجزه التي يجب أن تكون لهم بالمرصاد؟! هل ثلاثة آلاف مجند من الجيش النظامي عدد كافٍ لحماية حلب؟»
وما تعليقاته هذه إلا إشارة على أن جيش النظام قد فقد هيبته وسيطرته على حلب، ليس فقط بجهود الثوار الذين يبسطون سيطرتهم على المدينة يومًا بعد يوم، وتزداد عملياتهم النوعية مسببة ضربات تصيب النظام في مقتله، لكنها امتدت أيضًا إلى نفوس الموالين له.