أغلقت الصين قنصلية الولايات المتحدة الأمريكية في مدينة تشنغدو، عاصمة مقاطعة سيتشوان جنوبي البلاد.
ونقلت محطة “CCTV” الصينية الحكومية اليوم، الاثنين 27 من تموز، عن وزارة الخارجية، أن السلطات الصينية تسلّمت مبنى القنصلية، وقيّدت الوصول إليها.
كما أُزيلت “الشارة الرسمية للقنصلية” من أمام المبنى.
وقالت صحيفة “The Guardian” البريطانية، إن عمالًا صينيين دخلوا إلى القنصلية في الصباح، يرافقهم موظفون حكوميون.
The Chinese Foreign Ministry on Monday confirmed that the U.S. Consulate General in Chengdu, capital of the southwestern province of Sichuan, closed at 10:00 a.m. BJT. https://t.co/HHJuXZXXgA pic.twitter.com/pqHRtTg75a
— CCTV (@CCTV) July 27, 2020
واتهمت الصين موظفي القنصلية الأمريكية بممارسة أنشطة “لا تتماشى مع هوياتهم”، والتدخل بالشؤون الداخلية للبلاد، والإضرار بالمصالح الأمنية الصينية.
ووفقًا للمحطة التلفزيونية، جاء قرار الإغلاق ردًا على قرار السلطات الأمريكية إخلاء القنصلية الصينية في ولاية هيوستن الأمريكية، في 24 من تموز الحالي.
وأنذرت السلطات الأمريكية القنصلية الصينية بالإخلاء خلال 72 ساعة فقط، واتهمتها “بالتجسس”، مع سجل طويل من سرقة البيانات من الجامعات والمستشفيات ومراكز البحوث.
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وامغ ون بين، الخطوة الأمريكية “استفزازًا أمريكيًا وانتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، ويقوّض العلاقات بين البلدين”.
وقال موقع “CNBC News” الأمريكي، إن القرار الأمريكي صدر “لحماية الملكية الفكرية الأمريكية، والمعلومات الخاصة لمواطنيها”.
وافتتحت القنصلية الأمريكية في تشنغدو عام 1985، وهي واحدة من ست قنصليات أمريكية في الصين إلى جانب سفارتها في العاصمة بكين.
من جهتها، قالت قناة “CNN” الأمريكية، إن السلطات الصينية أعطت نفس المهلة الزمنية للأمريكيين، واصفة الخطوة الصينية بـ”الانتقامية”.
بينما قالت صحيفة “The Guardian” البريطانية، إن المشهد خارج القنصلية “أشبه باحتفال قومي”.
حرب تجاربة مستمرة
وتخوض الدولتان، الولايات المتحدة الأمريكية والصين، حربًا تجارية شملت عقوبات متبادلة وحظر شركات، ورسومًا جمركية إضافية على السلع والبضائع المستوردة منذ عام 2018.
وفي آخر تصعيد في هذه الحرب، قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة تدرس بشكل جدي حظر التطبيقات الصينية، من بينها “تيك توك”.
وأضاف بومبيو، في 7 من تموز الحالي، في حديث لقناة “فوكس”، “لا أريد أن أستبق الرئيس دونالد ترامب، لكنه أمر ندرسه”.
وأتت تصريحات بومبيو على خلفية رفض الولايات المتحدة إنشاء الصين قاعدة بيانات خاصة بشبكة كابلات تمتد تحت مياه المحيط الهادئ، وتربط الولايات المتحدة بشبه جزيرة هونغ كونغ، بسبب مخاوف من أن تعمد الصين إلى سرقة هذه البيانات، وبهذا سيكون هو أول كابل ترفضه الولايات المتحدة لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
كما وجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اتهامًا مباشرًا إلى الصين قال فيه، إن الأخيرة لا تريده رئيسًا لولاية ثانية للولايات المتحدة.
وأضاف ترامب في مقابلة صحفية مع وكالة “رويترز”، في 30 من نيسان الماضي، أنه يعتقد أن تعامل الصين مع تفشي جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) “دليل على أن الصين تفعل كل شيء ليخسر الانتخابات المقبلة”.
ويعتقد ترامب أن الصين تفضل أن يربح خصمه المنتمي للحزب “الديمقراطي” جو بايدن، الانتخابات المقبلة، وذلك بسبب الحرب التجارية بين الطرفين.
وأعلن ترامب، في 7 من تموز الحالي، انسحاب بلاده من منظمة الصحة العالمية، بسبب سيطرة الصين عليها، بحسب تعبيره.
–