السماء السورية مسرح لاعتراض الأمريكيين طائرة إيرانية

  • 2020/07/24
  • 11:15 ص
شركة ماهان الإيرانية للطيران (انترنيت)

شركة ماهان الإيرانية للطيران (انترنيت)

أثار اعتراض مقاتلتين أمريكيتين طائرة الركاب الإيرانية “ماهان إير” فوق الأجواء السورية، ردود فعل رسمية، بين اتهام وتبرير، وتأكيد ونفي، من الجهات المعنية بالقضية.

إيران تهدد وترفع شكوى إلى مجلس الأمن

وأعلن المندوب الإيراني الدائم لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، توجه بلاده لرفع رسالة إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، بعد اعتراض مقاتلتين أمريكيتين طائرة الركاب الإيرانية “ماهان إير” فوق الأجواء السورية أمس.

وجاء ذلك بحسب ما نقلته وكالة أنباء “فارس” الرسمية اليوم، الجمعة 24 من تموز، التي أكدت اتصال روانجي بالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.

وأخبر روانجي غوتيريش خلال الاتصال بأنه لو تعرضت هذه الطائرة لأي حادث في رحلة العودة فإن بلاده ستحمّل أمريكا مسؤولية ذلك.

تدقيق بصري ليس إلا.. القوات الأمريكية تبرر

في حين أكدت “القيادة المركزية الوسطى” للقوات الأمريكية أن المقاتلة اقتربت من الطائرة الإيرانية للتحقق من هويتها، ولضمان أمن القوات الأمريكية بقاعدة “التنف” في سوريا.

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، بل أوربان، في بيان نُشر عبر حساب القيادة الرسمي في “تويتر” اليوم، إن طائرة أمريكية من طراز “F-15″، أجرت خلال مهمة جوية روتينية بالقرب من معسكر “التنف” في ريف حمص، الذي تسيطر عليه قوات التحالف الدولي، تدقيقًا بصريًا نمطيًا لطائرة “ماهان” على مسافة آمنة من حوالي ألف متر.

وأوضح المتحدث أنه بمجرد أن حدّد طيار “F-15” بأن الطائرة هي طائرة ركاب “ماهان”، فُتح المجال بمسافة آمنة، معتبرًا أنه إجراء للتقاطع الأمني ووفقًا للمعايير الدولية.

بدورها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس، الخميس 23 من تموز، عن مصادر بالطيران المدني السوري أن الاعتراض الذي حصل أجبر الطائرة الإيرانية على الانخفاض بشكل حاد، ما أدى إلى وقوع إصابات طفيفة بين الركاب.

روايات عن إصابات بين صفوف الركاب ينفيها لبنان

تناقلت وسائل إعلام تسجيلات مصورة، تظهر إصابات بين الركاب المسافرين على متن “ماهان” إثر تعرض الطائرة للاعتراض الأمريكي، في حين خرجت تصريحات لبنانية تنفي وقوع ذلك.

ونقلت قناة “الحدث” تسجيلات مصورة من قبل الركاب وهم يتحدثون ويصفون الحالة التي هم بها على متن الطائرة، وتظهر الاعتراض الذي حدث أيضًا.

 

في حين أكد المدير العام للطيران المدني في مطار “رفيق الحريري” الدولي في لبنان، فادي الحسن، لـ”لوكالة الوطنية للأنباء” الرسمية، اليوم، عدم وجود إصابات بين الركاب الذين كانوا على متن الطائرة الإيرانية، التي وصلت مساء أمس إلى مطار “بيروت”.

واستثنى الحسن حالة واحدة لمواطن متقدم في السن يعاني من الضغط، ونُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، واصفًا حركة الملاحة الجوية في المطار بأنها تسير بشكل طبيعي.

وكانت طائرة تابعة لشركة “ماهان إير” الإيرانية تقوم برحلة تجارية بين مطاري “طهران” و”بيروت” تعرضت لاعتراض من مقاتلتين أمريكيتين فوق الأجواء السورية أمس، الخميس.

ما شركة طيران “ماهان”؟

طيران “ماهان” هي شركة خطوط جوية إيرانية يتولى القطاع الخاص تشغيلها، وتملك 55 طائرة، وتنقل سنويًا قرابة خمسة ملايين مسافر إلى 66 وجهة حول العالم.

ولدى الشركة ارتباطات بـ”الحرس الثوري الإيراني”، الذي يتمتع بنفوذ كبير في إيران، وهو فرع من القوات المسلحة الإيرانية.

وخضعت الشركة لمراقبة أمريكية انتهت بفرض عقوبات عليها، بعد اتهامها بنقل أسلحة وشخصيات بارزة لمصلحة “الحرس الثوري”.

وتدعم الشركة عمليات إيران في سوريا ولبنان والعراق، وهي دول ترتبط بعلاقات قوية مع “الحرس الثوري الإيراني”.

ويقاتل “الحرس الثوري” إلى جانب قوات الأسد في سوريا منذ عام 2013، كما يشرف على ميليشيات أجنبية، أبرزها “لواء فاطميون” الأفغاني، و”لواء زينبيون” الباكستاني، و”حزب الله” اللبناني، إلى جانب ميليشيات عراقية.

ما قاعدة “التنف”؟

تقع قاعدة “التنف” التابعة للتحالف الدولي في معبر “التنف” الحدودي بين سوريا والأردن والعراق.

وتتمركز قوات أمريكية فيها، وتدعم وتحمي فصائل من المعارضة موجودة في “منطقة 55” داخل الأراضي السورية، من أبرزها قوات “الشهيد أحمد العبدو” و”جيش مغاوير الثورة”.

واتهمت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق، في بيان لها، قاعدة “التنف” بلعب دور مشبوه في سوريا، وأنها أصبحت “ثقبًا أسود” بطول 100 كيلومتر، بحسب تعبير الوزارة.

وأضافت أن “التنف” باتت “تخرّج مجموعات إرهابية” تقاتل في صفوف تنظيم “الدولة”، بدلًا من تخريج “الجيش الحر”، في إشارة إلى اتهام أمريكا بدعم المجموعات الإرهابية، كما جاء في البيان.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي