هاجم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أدوار تركيا في ليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط.
واعتبر ماكرون في تصريحات صحفية اليوم، الخميس 23 من تموز، أن الاتحاد الأوروبي “سيرتكب خطأ جسيمًا في حال ترك أمن المتوسط في يد أطراف أخرى”، معتبرًا أن فرنسا “لن تدع ذلك يحدث”.
ولم يخفِ الرئيس الفرنسي هوية تلك الأطراف، وسرعان ما أشار إلى أن تركيا وروسيا “تؤكدان وجودهما وسط صراعهما على النفوذ”، وهو ما لا يفعله الاتحاد الأوروبي، بحسب رأيه، كما أنه لا يرد على الاستفزازات في شرق البحر المتوسط.
تركيا بين التصعيد والهدوء
من جهته، عقد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم اجتماعًا مع “مجلس الشورى العسكري الأعلى” في المجمع الرئاسي في أنقرة.
وضم الاجتماع، بحسب وكالة “الأناضول”، وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والخزانة المالية والتعليم، إلى جانب رئيس الأركان العامة وقائد القوات البرية وقائد القوات البحرية وقائد القوات الجوية.
ولم تذكر الوكالة مخرجات الاجتماع، إلا أنها أشارت إلى أنه تناول كل المسائل التي تخص المنطقة بما فيها ليبيا، كما أن أردوغان صرّح اليوم بأن النجاحات التي حققتها تركيا في سوريا وليبيا وشرق المتوسط “تظهر قوة تركيا ومهارات جيشها”.
وأضاف أردوغان، “أتمنى أن يكون اجتماع مجلس الشورى العسكري الأعلى خيرًا لبلدنا وشعبنا”.
ولا يمكن فصل الاجتماع، الذي جرى اليوم، عن الحديث المتكرر بشأن “معركة سرت”، التي تكتسب أهمية استراتيجية كبرى لارتباطها بالنفط الليبي.
وتبع تصريحات أردوغان، تصريح لرئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، اعتبر خلالها أن بلاده “لديها القدرة الكافية لسحق الجبهة غير الشرعية في ليبيا”، في إشارة إلى قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، المدعوم من مصر والإمارات وفرنسا.
وسبقت هجوم الرئيس الفرنسي على تركيا، تصريحات للمتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، الذي نفى أي رغبة لبلاده بمواجهة مصر في ليبيا، وتبعها اتصال بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وأردوغان أمس، الأربعاء، أكدا فيه أن “لا حل عسكري في ليبيا”.
مصر.. بوادر حل عسكري
تشكل ليبيا لمصر أمنًا وعمقًا استراتيجيًا وقوميًا، ولا ترغب القاهرة بتولي حكومة “الوفاق” زمام الأمور بشكل كامل.
ولا تخفي القاهرة رغباتها وبدعم إماراتي، وحصل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على تفويض من البرلمان المصري بإرسال قوات من الجيش المصري إلى ليبيا، خاصة مع اعتبار السيسي في وقت سابق منطقة سرت “خطًا أحمر”.
وفوّض البرلمان المصري جيشه لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا “لمكافحة العناصر الإرهابيين الأجانب”، في 22 من تموز الحالي، وهو ما يفتح الباب أمام مواجهات عسكرية على أرض ليبيا بين الطرفين.
وعلّق أردوغان على القرار بقوله، “يجب أن لا يتحمس أحد”، معتبرًا أن بلاده “لن تمنح الفرصة لأحد في ليبيا”.
–