“أنا المنتصر وهم الخاسرون، الدباس نظيف اليد”، بموسيقى هادئة وحديث عاطفي، ظهر مدرب المنتخب السوري الأسبق فجر إبراهيم للدفاع عن نفسه وعن فادي الدباس وموفق جمعة، بتصريحات أثارت جدلًا اعتاد عليه المتابعون لكرة القدم السورية.
وقال المدرب فجر إبراهيم مساء الثلاثاء، 21 من تموز الحالي، عبر إذاعة “شام إف إم” المحلية، إنه قدم للاعب الأسبق فراس الخطيب “ما لم يقدمه أحد”.
وهي ليست المرة الأولى التي يثير فيها المدرب السابق والمحاضر الآسيوي الجدل، إذ اشتبك مع وسائل الإعلام المحلية في تشرين الأول 2019، عندما اعتبر أن “البعض وعبر المحطات التلفزيونية الوطنية يقومون بالتحريض والإساءة للمنتخب الوطني”.
واعتبر إبراهيم أن ما يحصل على القنوات الرسمية “برسم وزير الإعلام”، نافيًا أن تكون هذه الانتقادات تندرج تحت “حرية الإعلام”، على حد وصفه، ومشيرًا إلى أنه يملك “إثباتات” على كلامه.
واتهم المدرب وسائل إعلام محلية، لم يسمها، بأنها “لا تملك الجرأة على المواجهة”، ولا “تجرؤ على الاتصال به” لتحكي وجهة نظرها، معتبرًا أنها لا تستحق رده أو وجوده بينها، بحسب رأيه.
وقال فجر إبراهيم، “كلهم رحلوا وأنا الذي بقيت لأنني على صواب”، بحسب تصريحاته.
هجوم حاد على كرة القدم السورية
إبراهيم المولود في عام 1964، والذي لم يدرب أي منتخب أو فريق محلي أو غربي منذ “رفضه عرض تجديد عقده” مطلع العام الحالي، اعتبر في تصريحاته أن سوريا “لا تملك أي إرث كروي”، وأن مستوى المنتخب السوري “متوسط” بالمقارنة مع المنتخبات الآسيوية.
وربط إبراهيم بين فشل المنتخب السوري المتكرر بالتأهل لكأس العالم للرجال، وخروجه ست مرات من الدور الأول لكأس آسيا “بفشل التخطيط”، والذي اعتبرها “مشكلةً أزليةً” في كرة القدم السورية.
ما بعد الإقالة.. “أدرب المنتخب لست ساعات!”
في كانون الثاني 2019، وأثناء خوض المنتخب السوري لبطولة كأس الأمم الآسيوية، اتخذ اتحاد كرة القدم قرارًا بإقالة المدرب الألماني برنارد شتانغة، عقب تعادله مع فلسطين وخسارته من الأردن.
ترافق قرار الإقالة مع تعيين إبراهيم، الذي لم ينجح بتجاوز أستراليا في المباراة الختامية، وخسر بثلاثة أهداف لهدفين، في اللحظات الأخيرة.
استمر إبراهيم في عمله على رأس الجهاز الفني، وفشل في تحقيق أي نتائج إيجابية في المباريات الودية أمام منتخبات أضعف من المنتخب السوري فنيًا، ضمن دورة “نهرو” الدولية في الهند وكأس “غرب آسيا” في العراق.
ومع دخول المنتخب للتصفيات المزدوجة لكأسي آسيا والعالم، حقق إبراهيم خمسة انتصارات متتالية وتصدر مجموعته المكونة من الفلبين وجزر المالديف والصين وغوام.
رغم هذه الانتصارات شن الإعلام المحلي هجومًا كبيرًا على فجر إبراهيم وموفق جمعة وفادي الدباس بسبب الأداء الفني السيء، وطالبوا بإقالتهم، مادفع فجر لاتهام الإعلام “بالإساءة للمنتخب الوطني”.
وفي تصريحات الثلاثاء، اعتبر إبراهيم “إنه ظلم” مع الاتحادات، وأن من هاجمه من الإعلاميين لهم مصالح شخصية، وختم تصريحه “خرجت منتصرًا، وهم الخاسرون”.
لم يحمل فجر إبراهيم نفسه أي مسؤولية لأي فشل للمنتخب السوري تحت قيادته، والذي تولاه ثلاث مرات، أعوام 2006 و2008 و2019، بل اعتبر أن دخوله “يعدّل الأوضاع”.
وأشار إبراهيم في تصريحاته الأخيرة إلى علاقات مع “شخصيات هامة” في سوريا، وقال إن “جهةً كبيرةً طلبت منه تقديم طلب لاتحاد كرة القدم الجديد برئاسة حاتم الغايب لتدريب المنتخب”، وهو ما التزم به فجر وطالب بالعودة للمنتخب ولو “لست ساعات” بحسب تعبيره.
لم يسمي فجر الجهة التي طالبته بهذه الخطوة، واكتفى بوصفها “بالشخصية السياسية والعسكرية والرياضية الهامة”.
ومنذ استقالته لم يدرّب فجر إبراهيم أي فريق أو منتخب، رغم خوضه في السابق لتجربة التدريب في العراق عبر ناديي دهوك والميناء، في عامي 2013 و2018 وهو العام الذي درب فيه أيضًا نادي كلينتان الماليزي، كما درّب فريق الشرطة السوري في عام 2011.
كما اعترف إبراهيم بأنه “فاشل في التسويق لنفسه”، قبل أن يستدرك بأن الإنجازات هي من تسوق للمدرب، كما أنه لا يوزع أي هدايا على الآخرين.
ولم ينجح المشرف السابق على الفئات العمرية لنادي الوحدة الدمشقي، بالظفر بأي لقب منذ احترافه التدريب في عام 2006.
الخطيب في مرمى نيران فجر إبراهيم
أعلن الهداف التاريخي للمنتخب السوري فراس الخطيب اعتزاله كرة القدم بشكل دائم في 30 من أيلول 2019 ضمن برنامج “صدى الملاعب” على قناة “mbc”.
اعتزال فراس جاء رفض فجر إبراهيم استكمال فراس لتصفيات كأس العالم وكأس آسيا مع المنتخب، بسبب عدم تعاقده مع أي نادي.
وقال في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” إن مباراة المنتخب السوري مع الفلبين، في تصفيات كأس أمم أسيا وكأس العالم، هي “المحطة الأخيرة” للخطيب مع المنتخب.
وأعلن إبراهيم أن الخطيب أصبح خارج حسابات المنتخب في التصفيات المشتركة لمونديال قطر 2022 وكأس أمم آسيا 2022.
وقال المدرب السوري، “كانت مباراة الفلبين في الجولة الأولى من التصفيات المشتركة التي شارك فيها فراس الخطيب لمدة 80 دقيقة، وسجل فيها هدفًا من الأهداف الخمسة، المحطة الأخيرة في مسيرته مع منتخب سوريا”.
https://www.youtube.com/watch?v=ZGGyfF9H8EM
وفي اللقاء، قال فجر إبراهيم، “قدمت للخطيب ما لم يحلم به، أعدته إلى المنتخب وأصبح هدافه التاريخي”، مضيفًا، “أنا نصحته وكانت رغبته”.
وشهد عام 2017 عودة فراس الخطيب إلى المنتخب السوري بعد إعلانه في عام 2012 معارضته للنظام السوري ورفض الالتحاق بالمنتخب.
فادي الدباس وموفق جمعة إلى الواجهة مجددًا
“الدباس اشتغل بنظافة”، عبر هذا التصريح أعاد فجر إبراهيم صفحة طويت من كرة القدم السورية إلى الواجهة، عبر دفاعه عن رئيس اتحاد كرة القدم الأسبق، والمتهم بقضايا فساد.
ودافع إبراهيم عن رئيس الاتحاد الرياضي العام السابق موفق جمعة، واعتبره “أكثر من دعم كرة القدم السورية”.
ختم إبراهيم، الذي لم يحقق أي إنجاز على أرض الملعب منذ عام 2006، تصريحاته بأنه “ليس لدي غريم”، وبرأ نفسه في لقاء امتد لنصف ساعة من كافة التهم، مشعلًا فصلًا جديدًا من الجدل حول شخصيات اتفق الآلاف على فشلها.