قرآن من أجل الثّورة 36
جريدة عنب بلدي – العدد 36 – الأحد – 28-10-2012
خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
البدايات والمآلات
يقول الله تعالى: {لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} (سورة الأنعام، 67) إذا أدرنا الطاولة ونظرنا إلى الآية من عقبها فيكون معناها: مستقرُّ الأمر محكٌّ لصحّته، ومآلات الأعمال ونتائجها خيرُ مفسّر يُحدّث أخبارها ليعلمها الجميع لاحقًا. فلننظر كيف نسوق دابّتنا، لأنّ ذلك سيحدّد مكان استقرار أمرنا.
لماذا أُهمل فلان على مستوى الشعور الداخلي؟ لأنّه ذو رتبة اجتماعية وظيفية أدنى منّي {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ * أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ} (سورة عبس، 1-2)
لماذا أنهر الآخر وأبدي تبرّمي واستيائي؟ أصعّر خدي هنا، وأشيح بوجهي هناك عندما لا تكون لي حاجة عندهم؟ أمّا من أطمع في عطائه فأقبل عليه ليقابلني بالجفاء، تمامًا كما فعلت مع الذين من دوني «بحسب تصنيفي المريض» {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى} (سورة عبس، 5-6). قرّرت النظر إلى الآخر كشخصية فريدة ومتميزة غير متكررة، عندها فُتحت لي بوابة المعرفة إلى مدينة العلم، وكأنما غطاءٌ رفع عن بصري فهو حديد. كلُّ شخص تحوّل إلى أستاذ يملك كنوزًا من العلم يمكنني الاستفادة والاستزادة منها، لكن هناك لعنة واحدة اصطحبتني كانت تنغّص عليّ فرحتي، وهي الحكم على الشخص، وتقييم تجربته من خلال موازيني الخاصة، هذا ما كان ينفّرهم منّي ويُغلق أبواب الكنوز التي فتحوها. ولأنّي ذُقت تلك الحلاوة، فأنا منذ ذلك الحين وفي كل فرصة أذكّر نفسي «لا تحكم على تجارب الناس ولا تتسرع النصح قبل أن يطلبه منك الآخر». وفي كلّ يوم أبحث عن المغمورين لأنّهم حقول الذهب البرية التي لم يستثمرها أحد بعد. وذلك كان الدرس الذي أعطاه الله لموسى العالم عندما ألجأه إلى العبد المغمور ثم أفقده فرصة التعلّم منه عندما تسرّع وحكم على أفعاله قبل أن يطلب منه المغمور ذلك.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :