فرضت السلطات التركية شروطًا جديدة على استخراج رخصة قيادة المركبات.
وترجمت عنب بلدي القرار الذي وزعته وزارة التربية والتعليم التركية على مدارس قيادة المركبات، ويشترط على الطلاب الأجانب من الصف الأول إلى الثاني الثانوي، إحضار “جلاء” موقّع ومختوم من مدارسهم أو وثيقة دوام.
ويشترط على خريجي الثانويات إحضار الشهادة الثانوية مصدّقة من وزارة الخارجية في بلدهم أو سفارتها في تركيا.
ووفق قرار الوزارة، يجب على السوريين، لمنع التسجيل بشهادات مزورة، تصديق ومعادلة شهاداتهم من مكتب وزارة التربية في “الحكومة السورية المؤقتة” بولاية غازي عنتاب.
صعوبات
مسؤول التنسيق مع الطلاب العرب في “مدارس الأناضول”، محمد المحمود، أوضح لعنب بلدي تفاصيل إضافية متعلقة بشروط التسجيل ومعادلة الشهادات.
وقال محمد إن على السوريين تعديل شهاداتهم الدراسية، وهو ما يعرف باللغة التركية بـ”دينكليك”.
وأضاف أن مئات الطلاب محرومون من التسجيل على رخصة القيادة بسبب عدم قدرتهم على تأمين الشهادات الأصلية، وأن آخرين لا يمكنهم التسجيل لأنهم لا يحملون إلا شهادة ابتدائية وهي لا تُعدّل ولا تقبل للتسجيل.
ويستغرق تعديل الشهادة الجامعية عدة أشهر، إذ تمر بمراحل متعددة.
أما تصديق الشهادة الثانوية فهو أسهل، لكن يشترط وجود الشهادة الأصلية عند التصديق، وأن تكون مصدقة من الخارجية السورية والقنصلية في اسطنبول.
أما الطلاب العرب والأجانب، فيشترط عليهم تصديق شهاداتهم من وزارة التربية في منطقة السلطان أحمد، عبر حجز موعد.
حل بديل
وطرح المسؤول في مدرسة قيادة المركبات حلًا ممكنًا للراغبين باستخراج رخصة القيادة.
إذ يمكن للراغبين باستخراج رخصة قيادة ولا يستطيعون تأمين أو تعديل شهاداتهم، الحصول على شهادة محو أمية من مراكز التعليم التابعة لوزارة التربية التركية.
وتستغرق الدورة من أجل الحصول على هذه الشهادة ثلاثة أشهر، لكنها صعبة لمن لا يتحدث التركية.
“الحكومة المؤقتة”
بحسب “الحكومة السورية المؤقتة”، فإن “مركز خدمة المواطن” التابع لها يستقبل الطلبات حصرًا عن طريق البريد بسبب جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)،
ولا يصدّق المركز إلا شهادات التعليم الأساسي والثانوي، ويطلب من أجل التصديق النسخة الأصلية أو صورة مصدقة بأختام حية، أو الشهادة الثانوية العامة بجميع فروعها والتعليم الأساسي والإعدادية مع صورة الإقامة أو بطاقة الحماية المؤقتة (المعروفة بالكيملك).
ونشرت العنوان الذي ترسل إليه الشهادات، ويمكن الاطلاع عليه عبر موقع الوزارة.
متضررون
قرار وزارة التربية وصل فجأة إلى مدارس قيادة المركبات، بحسب ما أفادت به “مدارس الأناضول”.
وأدى ذلك إلى تضرر أكثر من 75% من نسبة الطلاب السوريين والعرب الذين سجلوا في المدارس، لأن قيودهم لم تسجل في وزارة التربية بعد.
علي محمد (51 عامًا) تحدث لعنب بلدي عن أضرار لحقت به بسبب هذا القرار، إذ كان يعمل بقيادة الشاحنات في السعودية قبل أن ينتقل إلى تركيا مؤخرًا ويستقر فيها، وقرر شراء سيارات عامة لتأمين دخل وإعانة أسرته، لكنه غير قادر على تأمين شهادته الثانوية لأنه فقد منزله في سوريا ومعه معظم أوراقه الثبوتية.
ورغم أنه يملك صورها، قال علي إنه حاول تصديق شهادته الثانوية منذ أكثر من شهر لكن دون نتيجة، وبدأ يفكر بالعودة إلى السعودية لاستعادة عمله السابق.
أما عبد القادر عبد الرحمن (19 عامًا)، الذي يعمل مترجمًا للغة التركية في مشفى خاص، فأوضح لعنب بلدي أنه مقيم في تركيا منذ سبع سنوات ولم يدرس في سوريا إلا المرحلة الابتدائية، التي يملك شهادتها لكنها غير مقبولة.
ويفكر عبد القادر الآن بالتسجيل في دورة محو الأمية في تركيا ليتمكن من استخراج رخصة قيادة المركبات.
–