أعلنت السلطات الأمنية التركية ضبط تماثيل صغيرة مهربة من سوريا.
وذكرت وكالة أنباء “الأناضول” التركية اليوم، الجمعة 17 من تموز، أن السلطات الأمنية في ولاية أضنة جنوبي تركيا ضبطت خمسة تماثيل صغيرة يُعتقد أنها آثار تاريخية، وأوقفت مواطنًا سوريًا يُشتبه بعلاقته بالتهريب.
وأضافت الوكالة أن فرق مكافحة التهريب والجرائم المنظمة في أضنة تابعت تحركات المشتبه به، إثر بلاغ بتهريبه آثارًا من سوريا ومحاولته بيعها في تركيا.
وأوضحت أن الأمن التركي ضبط خمسة تماثيل بداخل حقيبة في خزانة غرفة النوم، ونُقلت الآثار إلى مديرية المتاحف في أضنة لإجراء الفحوص عليها.
وقررت المحكمة بعد إحالته إلى القصر العدلي الإفراج عن المشتبه به، بشرط المراقبة القضائية.
تهريب مستمر
عمليات تهريب الآثار من سوريا إلى عدة دول مستمرة، ويُعلن عن ذلك بين الحين والآخر.
وكانت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) كشفت في تحقيق نشرته، في 2 من أيار 2019، ازدهار تجارة الآثار في سوريا بواسطة موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، الذي يعد وسيلة لعرض القطع المنهوبة من مناطق النزاع في سوريا، تمهيدًا لتهريبها خارج البلاد وبيعها.
ونقلت “BBC” عن الشرطة التركية قولها، إن القطع الأثرية المنهوبة من سوريا والعراق، والتي عبرت الحدود إلى تركيا في السنوات الأخيرة، تقدر بملايين الجنيهات الإسترلينية (1 جنيه إسترليني= 1.3 دولار أمريكي).
ولفتت إلى أن القيود التي تفرضها الحكومة التركية على الحدود، وتراجع تنظيم “الدولة الإسلامية”، قللا من تدفق الآثار، بينما لا تزال بعض المعروضات موجودة على “فيس بوك”.
ووفق التحقيق فإن تركيا ليست المحطة الأخيرة، لكنه من غير المعلوم أين ستصل هذه القطع الأثرية التي ستختفي عن الأنظار غالبًا.
وأشارت الصحيفة حينها إلى أن القطع الأثرية تُنقل من سوريا إلى الموانئ في مدن مرسين وأنطاليا وإزمير التركية، لتنقل لاحقًا إلى أوروبا حيث يقوم التجار هناك بتزوير وثائق الاستيراد وبيعها بأسعار باهظة.
كما يتهم النظام السوري “وحدات حماية الشعب” (الكردية) بالمسؤولية عن سرقة الآثار وتهريبها من شمال شرقي سوريا، وفق ما جاء على لسان المدير العام للآثار في حكومة النظام، محمود حمود، في 22 من تشرين الثاني 2018، بينما تنفي “الوحدات” ذلك.
وفي آذار 2015، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن تنظيم “الدولة” تمكّن من تهريب نحو 100 قطعة أثرية سورية، وبيعها في لندن لتمويل أنشطة التنظيم وفعالياته.
وأوضحت الصحيفة أن الآثار السورية المهربة تشمل عملات ذهبية وفضية تعود للعهد البيزنطي، وقطعًا من الفخار والزجاج تعود للعهد الروماني يقدر ثمنها بمئات الآلاف من الدولارات.
–