ليان الحلبي
بعد إعلان غرفة عمليات “فتح حلب” على لسان قائدها العسكري، الرائد ياسر عبد الرحيم، وعبر صفحتها الرسمية، بدء معركة فتح حلب في الثاني من تموز المنصرم، حررت في اليوم ذاته كتلة من المباني المطلة على مدفعية حي الزهراء، ثم ثكنة البحوث العلمية الاستراتيجية والقريبة من حي الراشدين المحرر منذ منتصف حزيران الماضي.
لكن الغرفة، التي تضم أغلب فصائل حلب المقاتلة والمشكّلة منذ مطلع أيار، لم تحقق تقدمًا جديدًا بعدها، بل اقتصر عملها على اشتباكات متقطعة واستهداف مواقع وآليات الأسد على عدة جهبات كالخالدية والزهراء والراشدين وجبل عزان، إضافة إلى تدمير حاجز كلية المدفعية في حي الراموسة.
أدى هذا «الركود» النسبي في وتيرة المعارك وتزامنه مع التطورات الأخيرة، بشأن التدخل التركي والترويج لإقامة منطقة آمنة على الحدود السورية، إلى طرح تساؤلات عن أسبابه ومدى التنسيق بين العمليتين.
ترحيب بالمنطقة العازلة دون تنسيق
وفي الوقت الذي نفى فيه الرائد ياسر عبد الرحيم أي تنسيقٍ مع الجانب التركي، قال في حديثٍ إلى عنب بلدي “نحن في غرفة عمليات فتح حلب نرحب بالمنطقة الآمنة في حال طبّقت بل نتمنى ذلك فهي تساعدنا كثيرًا وتخفف الضغط علينا وتمنحنا سرعة ونشاطًا أكبر في عمل الغرفة».
وأضاف زكريا ملاحفجي، مسؤول المكتب السياسي لتجمع فاستقم كما أمرت، أن المطروح الآن هو “منطقة عازلة” بعمق حوالي 40 كيلومترًا وامتداد قد يصل إلى 140 كيلومترًا، آملًا في أن تتحول إلى “منطقة آمنة” ليتمكن الثوار من الاستفادة منها في إنشاء المخيمات والمشافي والمرافق المختلفة، لأنها ستكون بمأمن عن القصف وخالية من جيوب داعش والنظام.
واجهنا “برودًا واضحًا” في الدعم
وعن أسباب انخفاض وتيرة “فتح حلب”، أكد الرائد عدم توقف المعارك بشكل كامل لكنها تخضع للإمكانات والظروف العسكرية، فمن جهة التعرض لضغوط هائلة من النظام وداعش الأمر الذي يعيق التواجد على جميع الجبهات في آن واحد، ومن جهة أخرى الاستنزاف في المعركة الأخيرة ما يستلزم إعادة تجميع وتنظيم العمليات من جديد.
وأضاف “لم نتلقّ الدعم المطلوب لا من الخارج ولا الداخل ولا من أي طرف، بل كان هناك على الدوام برود واضح، لذا اعتمدنا على الإمكانات الذاتية للفصائل المشاركة في الغرفة فقط، وهذا ما خلق صعوباتٍ وجعل التقدم بطيئًا كما حصل الشهر الماضي حين تقدمنا في الخالدية والزهراء والراشدين والبحوث العلمية”.
وأشار زكريا إلى صعوبة تحرير مدينة بمساحة وتعداد سكان حلب إذ ما يزال مليونا مدني يعيشون في مناطق سيطرة النظام، إضافة إلى تمسك الأسد بالمساحات التي يسيطر عليها غرب المدينة ومناورات تنظيم “داعش” في ريفها الشمالي والشرقي.
“قد تتغير استراتيجية المعركة قليلًا على ضوء المستجدات فيما يتعلق بالمنطقة العازلة، فتعطى الأولوية لتمشيط مناطق حول حلب وريفها الشمالي”، تابع ملاحفجي مردفًا “لكن التحرير في النهاية قادمٌ لا محالة”.
وختم الرائد حديثه «نحاول جهدنا استجماع الأشخاص العسكريين الجيدين والمعروفين، وكان أملنا كبيرا في أن يتناسى القادة خلافاتهم وقد فعل جزء كبير منهم ذلك وتقدمنا خطوات والحمد لله… وهناك عملٌ كبيرٌ قريبٌ جدًا في مدينة حلب بإذن الله”.
وكان الجيش الحر دخل حلب، أكبر مدن سوريا، في رمضان 2012 في تطورٍ لافت وسريع، لكنّ المعارك اقتصرت منذ ذلك الوقت على الدفاع عن المناطق المحررة، خصوصًا مع بدء معارك واسعة ضد تنظيم “داعش” في المحافظة.