أغلقت نحو عشر مداجن لإنتاج الفروج في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، حسب ما رصده مراسل عنب بلدي في القنيطرة.
وتعتبر المداجن التي أغلقت من أكبر مداجن القنيطرة وأكثرها إنتاجًا للفروج، وتصل طاقة إنتاج المدجنة الواحدة إلى 14 ألف طير، حسبما أفاد المراسل، نقلًا عن أصحاب عدة مداجن لعنب بلدي.
أحمد السيد، صاحب إحدى المداجن التي توقفت عن العمل، قال لعنب بلدي إنه كان يعمل في “هنكار” يتسع لنحو عشرة آلاف طير فروج “بإنتاج جيد جدًا”، إلى أن بدأ سعر صرف الدولار بالارتفاع.
وأدى انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار لارتفاع سعر الأدوية والعلف، ووصل سعر الطن مليون ليرة سورية بعد أن كان سعره 200 ألف ليرة سورية.
وسجلت الليرة السورية اليوم، الجمعة 16 من تموز، سعر صرف 2330 ليرة مقابل دولار واحد للمبيع، و2280 ليرة للشراء حسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار صرف العملات، فيما كان سعر صرفها بداية العام الحالي يقارب الألف ليرة.
وأوضح أحمد أن مدجنته تتسع لعشرة آلاف طير، ويحتاج كل فروج إلى أربعة كيلو غرام علف خلال مدة تربيته (45 يومًا)، أي يحتاج كل فروج لأربعة آلاف ليرة.
ويتراوح وزن الفروج بين 2 و2.5 كيلوغرام، فيما سعر كيلو الفروج 1700 ليرة سورية، أي أن سعر الطير بوزن 2.5 كيلو غرام أربعة آلاف و250 ليرة.
في المقابل، فإن تكلفة العلف فقط أربعة آلاف ليرة، عدا أجور الأدوية والعمال وغيرها من المصاريف، إضافة إلى الوفيات بين الطيور.
وبلغت خسارة أحمد في آخر فوج نحو خمسة ملايين ليرة، وأجبر على إيقاف العمل في قطاع الدواجن، حسب حديثه لعنب بلدي.
احتكار العلف يزيد من المشاكل
يحتكر عدد من التجار مادة العلف ليستطيعوا التحكم بأسعارها في الأسواق.
كما أن صعوبة تأمين الدواء الفعال، وارتفاع أسعار الدواء المستورد، وغياب أطباء بيطريين مشرفين على عمل المداجن، واعتماد المربي على خبرته الضيقة، والخسائر المادية الكبيرة التي لحقت بأصحاب المداجن أجبرتهم على إيقاف عمل مداجنهم حتى إشعار آخر، حسب ما تحدث به المهندس الزراعي أحمد النعيمي لعنب بلدي.
والأمر الذي زاد الوضع سوءًا هو إغلاق المطاعم والمحلات لعدة أيام بسبب جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، وبالتالي انخفاض سعر الفروج لعدم طلبه في السوق، حسب المهندس أحمد.
وأعلن رئيس الغرف الزراعية بالقنيطرة، نصر مريود، خروج سبع مداجن هي الأكبر بالمحافظة عن الخدمة، إذ تصل الطاقة الإنتاجية لنحو 14 ألف طير لكل مدجنة، إضافة لخروج أغلبية المداجن المنزلية الصغيرة وغير المرخصة، حسب صحيفة “الوطن” المحلية.
وأشار مريود إلى أن الارتفاع الجنوني لمادة العلف أوصل سعر الطن إلى مليون ليرة سورية، فيما كان يباع قبل سنة بـ50 ألف ليرة، مشيرًا إلى احتكار لمادة العلف لدى عدد من التجار الذين يتحكمون بالمادة.
وطالب مريود “الجهات المعنية” بالسعي لدعم مربي الدواجن وتوفير مادة العلف بأسعار مقبولة، واستيراد مؤسسة الأعلاف مادة العلف وطرحها بالأسواق بدلاً من تحكم التجار بها، إضافة إلى تأمين الدواء الفعال، لكون معظم المداجن الخاصة فقدت وبكل فوج نحو 1500 طير بسبب نوعية الدواء و عدم فعاليته.
ويبلغ عدد المداجن المستثمرة والمستفيدة من المقنن العلفي في القنيطرة 36 مدجنة بطاقة إنتاجية قدرها 390 ألف طير.
وعدد المداجن العاملة التي سوت وضعها أصولًا 85 مدجنة، وتوجد ثماني مداجن أرسلت أضابيرها إلى لجنة مختصة بالمحافظة للنظر بالموافقة على عودتها للعمل أو رفض الطلب، علمًا أن هناك نحو 80 مدجنة غير مرخصة بشكل نظامي، بحسب رئيس الغرف الزراعية بالقنيطرة.