أفصح مركز “ألما” الإسرائيلي للأبحاث عن مشروع يكشف 23 موقعًا لإطلاق صواريخ تابعة لـ”حزب الله” في لبنان، وكثير منها قريب من البنى التحتية المدنية، بحسب صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.
وقال رئيس قسم الأبحاث في مركز “ألما”، تال بيري، “يجب على العالم أن يفهم أن مواقع الإطلاق هذه تقع في قلب البنية التحتية المدنية السكنية”.
وتتركز نقاط إطلاق الصواريخ في منشآت مدنية ومؤسسات تعليمية ومصانع بالقرب من العاصمة بيروت ووادي البقاع وجنوب لبنان، تعتبر من أكثر المناطق السكانية اكتظاظًا بالسكان، تبعًا لخطة “حزب الله”.
ويخطط “حزب الله” لإطلاق هذه الصواريخ نحو أهداف مدنية وتجمعات سكانية إسرائيلية، من داخل أو خارج هذه المباني اللبنانية، بحسب الدراسة.
ولم يرد “حزب الله” أو إيران على التفاصيل التي نشرها تقرير مركز “ألما” الإسرائيلي للأبحاث.
ويفيد التقرير أن لدى “حزب الله” ما يقارب 600 صاروخ من طراز “فاتح 110″، وهي صواريخ متوسطة المدى يستخدمها في مشروع الصواريخ الدقيقة، يصل مداها إلى 300 كيلومتر.
وبناء على رؤية مركز الأبحاث لأنماط عمل “حزب الله”، فإن هذه المواقع متاحة للاستخدام العملي الفوري.
ويؤكد المركز على مصداقية التقرير بأن ثلاثة من المواقع سبق أن ذكرها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتياهو، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول عام 2018.
ويرى المركز بأن تموضع نقاط إطلاق الصواريخ بالقرب من الأماكن السكانية هو جزء من تكتيك “الدروع البشرية” الذي يعتمده “حزب الله”، بهدف تحصين نفسه في حال الرد على هذه الصواريخ من الجهة الإسرائيلية.
كما أشار التقرير أيضًا إلى جهود الولايات المتحدة لمحاربة تكتيك “الدرع البشري”، حين وقّع رئيس الولايات المتحدة قانونًا في 21 من كانون الأول 2018، ينص على فرض عقوبات على الأفراد والكيانات التي تستخدم هذا التكتيك.
وينص القانون على أن الأشخاص الذين يستخدمون هذا التكتيك سيتحملون مسؤولية المخاطرة بحياة المدنيين الأبرياء، وأنه لن يتم تجاهل هذه الجرائم، مشيرًا إلى أن أمريكا ستحاسب من يستخدم المدنيين كدروع لتحقيق أغراض عسكرية، بحسب وكالة “ناشيونال نيوز”.
ويعتمد التقرير على معلومات استخباراتية قدمها مستخدم مجهول لموقع “Wikimapia.org“، ووضع علامة على مواقع إطلاق صواريخ من طراز “فاتح 110” والبنية التحتية المرتبطة بها، على الرغم من حذف بعض المواقع المذكورة من قبل مستخدم روسي اسمه دالاني موكوس، يدعم النظام السوري ورئيسه بشار الأسد.
وصرّحت إسرائيل لمرات عدة أن نقل أي أسلحة متطورة إلى “حزب الله” هو “خط أحمر”، وأنها ستعمل على منع حصول ذلك.
وذكر مركز “ألما” أنه سينشر التقرير كاملًا غدًا، عبر حسابه في “تويتر“.
واستهدفت إسرائيل مشروع “حزب الله” لبناء صواريخ دقيقة في سوريا لمرات عدة، والذي اُستخدم ومُوّل ووُجّه إيرانيًا، بحسب صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، صرح في وقت سابق من عام 2019 بمشروع الصواريخ الدقيقة الذي أُدير من قبل إيران و”حزب الله” بسرية تامة دون علم الحكومة اللبنانية، والمواقع اللبنانية أصبحت غطاء لهذه المواقع التي يحاول من خلالها الحزب إنتاج وتحويل الصواريخ إلى صواريخ دقيقة حتى في بيروت.
وكان “حزب الله” استهدف آلية عسكرية إسرائيلية، في أيلول من عام 2019، في منطقة افيفيم شمال فلسطين المحتلة، بصاروخ “كورنيت” بحسب قناة “المنار” التابعة له.
وفي ذات السياق، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قذيفة مضادة للدروع أُطلقت من الأراضي اللبنانية باتجاه إحدى المركبات أو الآليات العسكرية الإسرائيلية، الأمر الذي أدى إلى وقوع عدد من الإصابات.
وكانت المرة الأخيرة التي أطلق فيها “حزب الله” صواريخ على إسرائيل في حرب لبنان الثانية، عام 2006، حين أطلق أكثر من خمسة آلاف صاروخ.
–