رد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، على تصريحات نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، حول الملف الليبي والعلاقات المتوترة بين بلديهما.
ونفى شكري في تصريحات لوسائل إعلام مصرية محلية مساء أمس، الاثنين 13 من تموز، أي تحضيرات لعملية عسكرية في مدينة سرت الليبية، التي يسيطر عليها اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وقال جاويش أوغلو في مقابلة مع قناة “TRT” الحكومية التركية، أمس، إن هناك تحضيرات من قبل حكومة “الوفاق”، المعترف بها أمميًا والمدعومة تركيًا، لاستعادة المدينة.
واستدرك جاويش أوغلو قائلًا، إن بلاده “تجرب مسار التفاوض لانسحاب حفتر من المدينة”، مؤكدًا أن الأخير لم يتجاوب مع مبادرات وقف إطلاق النار في ليبيا.
من جهته، وصف وزير الخارجية المصري الحديث عن عمل عسكري محتمل بـ”الأمر الخطير” الذي يخرق قرارات مجلس الأمن، نافيًا في الوقت نفسه وجود أي تواصل بين القاهرة وأنقرة.
وفي تصريحاته أمس، قال جاويش أوغلو، إن الماضي شهد اتصالات متنوعة مع مصر على مستوى وزراء الخارجية لتبادل الآراء، معتقدًا أنه لا خلافات جوهرية بين أنقرة والقاهرة بخصوص توسيع المناطق البحرية للأخيرة مع الاتفاقية بين تركيا وليبيا.
حلول سياسية متوازية لا تلتقي
في حين تدعم دول إقليمية ودولية أطراف النزاع الليبي، تحدث كلا الوزيرين عن ضرورة الحل السياسي، والتوصل إلى وقف إطلاق نار شامل في ليبيا.
وتدعم تركيا حكومة “الوفاق” المعترف بها أمميًا، بينما تدعم فرنسا والإمارات ومصر قوات خليفة حفتر.
واعتبر شكري في تصريحاته أن “شغله الشاغل” التوصل إلى اتفاق بين الأطراف الليبية، مشيرًا إلى “تنسيق مستمر بين بلاده وألمانيا وفرنسا وإيطاليا”.
وسبق أن أطلقت مصر “مبادرة القاهرة“، في 6 من حزيران الماضي، عقب خسارة حفتر مناطق واسعة في الغرب الليبي.
ونصت المبادرة على تجديد المفاوضات السياسية ووقف إطلاق النار، اعتبارًا من 8 من حزيران الماضي، والعمل على استعادة الدولة الليبية، وتمثيل أقاليم ليبيا الثلاثة في مجلس رئاسي منتخب ضمن فترة انتقالية لعام ونصف.
ولا تختلف تصريحات شكري عن تصريحات أوغلو، حول ضرورة السلام في ليبيا، بينما أشار أوغلو إلى أن جهود وقف إطلاق النار بدأت منذ 8 من كانون الثاني الماضي في اسطنبول، لكن حفتر لم يلتزم به.
وأضاف أوغلو أن بلاده “تؤمن بأن الحل السياسي هو الوحيد، وتريد وقفًا لإطلاق النار، لكن الطرف الآخر يتحرك باتجاه مغاير”.
بالمقابل، لا يبدو أن الطرفين يملكان الرؤية نفسها لآليات السلام في ليبيا، إذ أعلنت أنقرة مباشرة رفضها لمبادرة القاهرة، وكذلك استنكرت اتهامات القاهرة لها “بعرقلة عملية السلام”.
وردت أنقرة على لسان المتحدث باسم الخارجية، حامد أقصوي، على الاتهامات بالقول، إن “من يعرقل السلام هو من يعرقل عمل الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا ويدعم خليفة حفتر”، بحسب ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية، في 6 من حزيران الحالي.
–