تظاهر الآلاف في مدينة تل أبيب (يافا) ضد سياسات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مواجهة الأزمة الاقتصادية جراء انتشار جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وقال موقع “Times Of Israel” اليوم، الأحد 12 من تموز، إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت ما لا يقل عن عشرة إسرائيليين على خلفية مظاهرات أمس.
وتزامنت المظاهرات مع انتشار متزايد للفيروس، فيما أطلقت عليه الصحافة الإسرائيلية “الموجة الثانية”، في حين قالت صحيفة “معاريف”، إن نتنياهو وافق على منح مساعدات جديدة لأصحاب المشاريع الصغيرة.
الآلاف في الشوارع
وشهدت مظاهرات أمس اشتباكات بين المحتجين والشرطة الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، بينما قال موقع “Times Of Israel”، إن الشرطة ألقت القبض على عشرة “متطرفين” بحسب وصفها.
وأضاف الموقع أن الاشتباكات جاءت احتجاجًا على إغلاق الشرطة عددًا من الأحياء لعزلها ومنع انتشار الفيروس.
وبحسب الموقع نفسه، أبلغت وزارة الصحة عن ألف و198 حالة إصابة جديدة بفيروس “كورونا” خلال الـ24 ساعة الماضية فقط.
وتملك إسرائيل واحدة من أعلى معدلات انتشار الفيروس حول العالم بحسب وزارة الصحة.
وأُصيب 36 ألفًا و821 شخصًا بالفيروس، توفي منهم 353، بحسب منظمة الصحة العالمية، وذلك منذ 21 من شباط الماضي.
واعتبر معاون وزير الصحة الإسرائيلي، يواف كيش، أن مظاهرات أمس “هجوم إرهابي صحي“، مع تجمع عشرة آلاف شخص في ساحة “رابين”، وهم أشخاص تضرروا اقتصاديًا جراء الفيروس.
ويعاني 850 ألف إسرائيلي من البطالة، وهو ما دفع نتنياهو للإعلان عن حزمة مساعدات اقتصادية جديدة تبلغ 29 مليار دولار أمريكي بدءًا من الأسبوع المقبل.
وأطلقت الحكومة حزمة اقتصادية أولى قبل شهرين، بلغت 23 مليار دولار.
وتأتي الأزمة الاقتصادية والصحية ومظاهرات أمس بالتزامن مع أزمة سياسية مستمرة منذ عام 2019، وذلك عقب فشل نتنياهو وبيني غانتس بحسم الانتخابات لمصلحتهما.
وبعد الانتخابات الأخيرة، اتفق الطرفان على تولي الحكم مناصفة، بواقع 18 شهرًا لكل منهما، وكلف نتنياهو بتشكيل الحكومة في 7 من أيار الماضي.
إلا أن الأزمة بين الطرفين مستمرة على خلفية قرار الاحتلال الإسرائيلي ضم المزيد من أراضي الضفة الغربية.
ولا تزال مسائل تتعلق بالترتيبات الأمنية والسياسية واللوجستية عالقة ولم تُحسم بين الطرفين، بالإضافة إلى المواقف الدولية الرافضة لهذه الخطوة.
وبينما يسعى نتنياهو وتيار اليمين الإسرائيلي للإسراع إلى فرض “الضم” باعتباره “فرصة تاريخية”، مستفيدًا من وجود صديقه، دونالد ترامب، في البيت الأبيض قبل الانتخابات الأمريكية المرتقبة، يحاول الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية بقيادة وزير الدفاع ورئيس الوزراء بالإنابة، بيني غانتس، التأني في اتخاذ القرار، إذ قال “الأول من تموز (الموعد الذي كان مقررًا لبدء الضم) ليس مقدسًا”.
ويقتصر الخلاف بين التيارين على التفاصيل وليس على “الضم” كمبدأ، لما فيه من عواقب وتحديات أمنية وسياسية في ظل الظروف الاقتصادية “المرتبكة” بزمن التصدي لجائحة فيروس “كورونا”.
ويسعى نتنياهو جاهدًا لفرض “الضم” لتسجيل هذا “الانتصار” في سجله السياسي، حيث قامت حملته الانتخابية الأخيرة، بعد فشل ثلاث جولات انتخابية، على قطع الوعود بضم ثلث أراضي الضفة الغربية.
–