لماذا فشل عمر خربين بالبقاء على قمة آسيا

  • 2020/07/12
  • 11:16 ص

اللاعب السوري عمر خريبين

“وجودي هون بفضل الله ثم فضل زملائي بالمنتخب السوري وفريق الهلال”، كانت هذه العبارة التي قالها اللاعب السوري عمر خربين في عام 2017، في أثناء تتويجه كأفضل لاعب في أكبر قارات العالم، في إنجاز هو الأهم لكرة القدم السورية، ولم يسبقه إليه أحد من اللاعبين السوريين، قبل أن تذهب مسيرة خربين في اتجاه آخر، وينخفض مستواه.

واختار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، خلال تموز الحالي، خربين كإحدى أساطير سوريا في دوري أبطال آسيا، كما اختاره ضمن التشكيلة الأساسية للاعبي آسيا في عام 2017، وهو السوري الوحيد الذي شملته التشكيلة.

خربين صاحب الأوائل

شهد عام 2017 تحقيق عمر خربين عدة إنجازات لم يسبقها إليه أي لاعب سوري، فهو أول من انضم إلى الهلال السعودي، أحد أبرز الأندية العربية والآسيوية، وأول سوري كذلك يُتوّج هدافًا لدوري أبطال آسيا، وأول من يحزر لقب أفضل لاعبي القارة الصفراء من سوريا، وأول سوري يلعب في كأس العالم للأندية.

لمع نجم عمر خربين في ذلك العام، خاصة مع إسهامه بوصول المنتخب السوري إلى ملحق تصفيات كأس العالم 2018، وهذه أكثر مرة يقترب فيها المنتخب من الوصول إلى البطولة منذ عام 1986.

وأرجع المحلل الرياضي الأردني محمد عواد، في حديث لعنب بلدي، أسباب نجاح عمر خربين في تلك الفترة إلى التألق الكبير للهلال، الذي كانت تفصله بحسب عواد فجوة عن الأندية الأخرى.

وأضاف عواد أن تألق الهلال، وحماس خربين وجوعه لإثبات نفسه وللبطولات، عاملان أديا إلى هذا النجاح الكبير.

منذ انتقاله إلى الهلال، في تموز 2017، صار عمر رقمًا صعبًا ينتظر أهدافه آلاف المتابعين للهلال أو للمنتخب السوري، وتوقع كثيرون استمراره على القمة وربما الانتقال إلى أوروبا في أقرب فرصة.

في موسمه الأول، شارك خربين في 16 مباراة في بطولتي الدوري السعودي والكأس، وسجل فيهما سبعة أهداف وصنع خمسة، مشكلًا مع البرازيلي إدواردو ثنائيًا هجوميًا خطيرًا، ساعد الفريق على الوصول إلى نهائي دوري أبطال آسيا، وهي البطولة التي تُوّج عمر هدافًا لها بإحرازه عشرة أهداف.

وأشار محمد عواد، غداة تتويج خربين، إلى أنه من الممكن جدًا أن ينتقل للاحتراف في أوروبا، وهذا ما لم يحدث.

واليوم، أكد المحلل الأردني أن خربين كان من الممكن أن ينتقل إلى أوروبا بسهولة في تلك الفترة، وأن رغبته تبينت باختيار الموضوع كمهنة وليس كمسيرة، وكان اللاعب يبلغ من العمر 24 عامًا فقط، إلا أن الفوارق المالية انتصرت في النهاية، بحسب عواد.

في موسمه الثاني، وعقب النجومية، قرر خربين البقاء في الهلال.

من القمة إلى التخبط

إلا أن شيئًا ما تغير، إذ غاب خربين عن الملاعب، ولم يشارك سوى في خمس مباريات فقط، ولم يحرز أو يصنع خلالها أي هدف، ليكون هذا الموسم أحد أسوأ مواسم اللاعب منذ نجوميته في نادي الوحدة الدمشقي في بداياته، ثم مع الظفرة الإماراتي، الذي انتقل إليه في عام 2016.

دار الجدل بين سوريين وسعوديين متابعين للاعب حول أسباب انخفاض مستوى خربين، فأرجع الطرف الأول الأسباب إلى اللاعب الذي فشل في المحافظة على مستواه، بينما رأى طرف آخر أن عدم اعتماد النادي على خربين، واستعانته باللاعب الفرنسي غوميز القادم من غلطة سراي التركي هو السبب.

وفي حديثه لعنب بلدي، قال محمد عواد إن تراجع مستوى خربين يتحمل مسؤوليته اللاعب نفسه لا النادي، وإن الإشباع المالي وسعي عمر إليه أكثر من اهتمامه بالمسيرة الفنية جعله يضل الطريق قليلًا، بحسب عواد، مضيفًا أن لديه كثيرًا من المعلومات التي لا يستطيع الكشف عنها في الوقت الحالي والتي تؤكد كلامه.

لم يطل الجدل، وانتقل خربين على سبيل الإعارة إلى نادي بيرميدز المصري (الذي كان يملكه الأمير السعودي تركي آل الشيخ)، في كانون الثاني 2019، لنصف موسم، شارك خلالها في 12 مباراة، مسجلًا ستة أهداف وصانعًا هدفين، ليعود مجددًا إلى الهلال بعد انتهاء مدة الإعارة، وينتهي عقد خربين مع الهلال في 30 من حزيران 2021.

خربين انتقل من الظفرة الإماراتي إلى الهلال على سبيل الإعارة، قبل انتقاله بشكل نهائي، وبلغت قيمة الصفقة النهائية 25 مليون ريال سعودي، أي ما يعادل ستة ملايين ونصف المليون دولار.

مستقبل مجهول

طوال مسيرته الكروية، لعب خربين للوحدة في سوريا، وللقوة الجوية والميناء العراقيين، والظفرة الإماراتي، والهلال السعودي، وبيرميدز المصري.

وربما يكون اللاعب السوري على أبواب الرحيل إلى فريق جديد في حال لم يستطع إثبات نفسه مع أحد أفضل الأندية الآسيوية مع انتهاء عقده في صيف 2021.

وقرر نادي الهلال الاحتفاظ بخربين ضمن صفوفه في الوقت الحالي، بحسب ما تناقلته وسائل إعلام سعودية وعربية، ورغم ذلك يبقى مصير عمر مجهولًا مع الأسماء الكبيرة التي تلعب للنادي الأزرق حاليًا، كما أن مدرب المنتخب السوري، نبيل معلول، طالب في تصريحات صحفية، في أيار الماضي، خربين بالرحيل عن الهلال، ليضمن فرصه باللعب أساسيًا والعودة إلى مستواه.

وقال المحلل محمد عواد لعنب بلدي، إنه يتوقع انتظار خربين حتى نهاية عقده مع الهلال والرحيل إلى أفضل عرض مقدم له.

وأضاف أنه ربما من الأفضل لعمر الانتقال إلى فريق ينتظر منه شيئًا ليضيفه إليه ويسعى لتحقيق نتائج جيدة محليًا وقاريًا، كفريق التعاون في منطقة القصيم، الذي لعب له اللاعب السوري جهاد الحسين في وقت سابق.

مقالات متعلقة

رياضة محلية

المزيد من رياضة محلية