إقصائيات الشامبيونزليغ.. الأندية على المحك
عروة قنواتي
حتى نكون منصفين في الكتابة والرؤية والتحليل، علينا أن نعترف بأن هذا الموسم الكروي في عموم أوروبا وفي مختلف البطولات، محلية كانت أم قارية، سيبقى للذكرى وللنسيان في آن واحد، ويحمل لقب الموسم “الاستثنائي”، لما شهدته الأشهر الأخيرة من توقفات اضطرارية بسبب تفشي جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) حول العالم.
تظهر صور ولقطات الملاعب، من التدريبات إلى صافرة الحكم في المباراة، احترازًا وقوانين وأنظمة صارمة وتباعدًا صحيًا وهجرًا جماهيريًا وتحاليل ومراقبة طبية مستمرة، بما يجعل المشهد صعبًا رغم النية في إكماله حتى الفصل الأخير، كما حصل في المسابقات الألمانية المحلية، وكما يحصل الآن في إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا، بينما اختصرت بعض الدول طريقها وأنهت الموسم إما تراضيًا، أو بإعلان الفائز كما حصل في فرنسا وهولندا.
ولا بد من الإشارة إلى فضح المستور في نقاط ضعف كثير من الأندية الكبرى أو المتوسطة القوة، وهي تلعب من دون جماهيرها وعلى ملعبها الخاص وتخسر وتبتعد عن المنافسة في المسابقات، في حين أن أندية جديدة بدت أكثر تماسكًا داخل وخارج الأرض.
وقولنا هنا لا ينقص الحضور الجماهيري حقه أو يصفه بغير المؤثر بل على العكس تمامًا، فحتى الأندية التي قدمت مستويات مميزة من دون جماهيرها، استهلكت جهدًا ووقتًا إضافيًا بالتركيز والتعب، مع دفع ثمن “ابتعاد المتعة” عن أرض الملعب.
ما علينا، الجمعة الماضي جرت قرعة الدور الربع النهائي من دوري الأبطال والدوري الأوروبي، وعلى الرغم من أن بعض المباريات في إياب الدور الماضي لم تقم بسبب التوقف الاضطراري قبل أشهر بسبب تفشي “كورونا”، ظهرت ملامح شكل الدور الربع النهائي مع احتمالات وصول الأندية إلى المباريات، فكما أفرزت القرعة لقاء بين لايبزغ الألماني المجتهد بمواجهة أتلتيكو مدريد الإسباني العنيد، وأتلانتا الإيطالي الساحر في مواجهة طموحات باريس سان جيرمان، أفرزت أيضًا لقاءات نارية بكل احتمالاتها.
فالمتأهل من لقاء نابولي وبرشلونة يواجه المتأهل من لقاء بايرن ميونيخ وتشيلسي، وهنا تبدو آمال كثير من متابعي كرة القدم تصب في معركة البايرن والبارسا، لكن الظروف قد تخدم نابولي ويلتقي البايرن على حساب إقصاء البارسا في إياب دور الـ16، ويحتاج لامبارد مع تشيلسي إلى معجزة لقلب خسارته ذهابًا أمام البايرن بثلاثية نظيفة أمام كل ما يقدمه الأخير من قوة وسرعة وحسم في المباريات.
اللقاء الثاني سيكون للمتأهل من مباراة ريال مدريد ومانشستر سيتي، لمواجهة المتأهل من لقاء ليون فرنسا ويوفنتوس، وهنا أيضًا تبدو ملامح النيران المشتعلة أكثر وضوحًا، فلربما تكون المعركة في ربع النهائي بين الريال واليوفي أو بين السيتي واليوفي، وبنفس الحظوظ تبدو أحلام ليون مشروعة لفوزه ذهابًا على اليوفي مع تخبطات الفريق الإيطالي العريق مؤخرًا، إذًا لمَ لا يكون ليون خصم الريال أو السيتي في ربع النهائي؟
إقصائيات دوري الأبطال الاستثنائية في العام الحالي تفرض المباراة الواحدة من دون نظام الذهاب والإياب، وهذا الأمر يجعل فرصة التعويض التي تغامر بها بعض الأندية معدومة، لأنها ستقتصر على 90 دقيقة فاصلة تخدم كل فريق في ربع النهائي، ولربما وقت إضافي وصولًا إلى ركلات الترجيح ولكن دون إياب، وهنا يكشف المستور بشكل أكبر في بعض غرف ملابس الأندية، وهنا يكون عقل المدير الفني إما أشبه بالآلة التي لا تتوقف أو شجرة يابسة تنتظر فصلًا جديدًا للنمو.
شهر آب المقبل يطرق أبوابنا وينذر بمتعة استثنائية وحبس الأنفاس في دوري أبطال أوروبا، ومن النادر فعلًا أن تعود حظوظ الأندية المجتهدة والطامحة إلى الواجهة على حساب الأندية العريقة والأكثر ثباتًا، التي سنفقد قسمًا منها بين إكمال الدور الثمن النهائي والربع النهائي…
يا لها من إقصائيات!
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :