منهجيات البحث وأساليب الإحصاء..
منحة لتدريب باحثين تنطلق في ريف حلب الشمالي
عنب بلدي – ريف حلب
في محاولة لتعزيز حضور الأكاديميين في الشمال السوري، أطلق مركز “ماري” للأبحاث والدراسات “منحة ماري الأولى” لتدريب الباحثين الشباب، بإشراف مجموعة من الأكاديميين والمختصين السوريين، في مدينة اعزاز شمالي حلب.
تستهدف المنحة التي تستمر أربعة أسابيع، بواقع ثلاثة أيام أسبوعيًا ولمدة أربع ساعات يوميًا، طلاب الدراسات العليا في مناطق الشمال السوري والحاصلين على إجازة جامعية أو طلاب السنوات الجامعية الأخيرة.
“الحاجة كبيرة”
بدأت جامعة “إدلب” العمل بكادر تدريسي مؤلف من 94 أكاديميًا من حملة الدكتواره والماجستير في العام الدراسي 2015- 2016، وارتفع العدد ليبلغ 113 للعام 2016-2017، بينما وصل عدد الأكاديميين في الجامعة من حملة الدكتواره والماجستير إلى 155 في العام الدراسي 2017- 2018، ويبلغ عددهم للعام الدراسي الحالي 250 أكاديميًا، بحسب آخر إحصائيات الموقع الرسمي للجامعة على الإنترنت.
بينما تتكون الهيئة التدريسية في جامعة “حلب في المناطق المحررة” من 84 أكاديميًا، ويدرس في الجامعة 301 طالب دراسات عليا، و11 طالب دكتوراه، بحسب الموقع الرسمي للجامعة.
ونتيجة ذلك، يرى رئيس الوحدة الاقتصادية في مركز “ماري” للأبحاث والدراسات، عبد الكريم الحمود، أن الحاجة “كبيرة” للأكاديميين والباحثين في الشمال السوري، لوجود ضعف في مجال البحث هناك.
وزادت الحاجة بعدما بدأت الجامعات بفتح أقسام دراسات عليا، وخاصة في الكليات الإنسانية والنظرية، بحسب الحمود، مشيرًا إلى حاجة الأكاديميين الموجودين في الداخل السوري أيضًا إلى عملية “تنشيط”، بسبب الظروف التي يعيشونها.
ولفت الحمود إلى أن الأكاديميين والاختصاصيين المشرفين على المنحة، والبالغ عددهم ستة، يتناوبون على تغطية تلك المحاور، سواء كانت تقنية أو إحصائية أو بحثية بشكل نظري.
منهجية التدريب
يغطي التدريب ثلاث منهجيات رئيسة، وهي منهجية إعداد الأبحاث والدراسات العلمية والأكاديمية، ومنهجية جمع المعلومات، ومنهجية إعداد المداخلات والنقد العلمي.
وعمل المدربون الستة على شرح مناهج البحث العلمي بشكل عام، وتسليط الضوء على الجديد في تلك المناهج، في الأسبوع الأول من التدريب، كما شرحوا في الأسبوع الثاني كيفية الكتابة العلمية، وفق الطرق المتبعة لكتابة الأبحاث في المجلات العالمية، بأحدث الوسائل بعيدًا عن الطرق التقليدية المعتاد عليها في الجامعات السورية عمومًا، بحسب ما قاله رئيس الوحدة الاقتصادية في المركز، الدكتور عبد الكريم الحمود، وهو أستاذ مساعد في إدارة الأعمال.
وسيجري التركيز في الأسبوعين الثالث والرابع من التدريب على الجانب العملي في البحث العلمي، وكيفية استخدام الحاسوب في عمليات البحث على مواقع المصادر، واستخدام خدمة “جوجل درايف” وبعض البرامج الأخرى التي تساعد في تصميم البيانات، إضافة إلى تناول الجانب الإحصائي وتصميم الاستبيانات وجمع البيانات وتحليلها، وسيغطي هذا الجانب دكتور جامعي متخصص بالإحصاء.
ويكمن الدافع وراء تنظيم المنحة، بحسب الحمود، في تغيير الخط السائد المعتمد على النقل الحرفي عن المراجع وتوظيفها في الأبحاث الجديدة، إذ تغطي آلية التدريب الجانب النظري من الأبحاث بالإضافة إلى تطبيقات عملية، تشمل وضع الباحث للعنوان، وتحديد المشكلة، وكيفية كتابة الأدبيات النظرية بالشكل الصحيح وإعادة الصياغة، بالإضافة إلى الابتعاد عن الاعتماد على التنصيص والاقتباس الحرفي.
“خطوة مبدئية”
يعتبر الحمود أن البرنامج التدريبي ليس كافيًا لإعداد باحثين، لكنه خطوة “مبدئية” لسلك الطريق “الصحيح” في البحث العلمي، وفق المعايير العالمية اليوم.
ويحاول مع القائمين على التدريب، بالتوازي مع هذه الخطوة، تشجيع المشاركين في هذه المنحة على إعداد أبحاث، لتُختار منها البحوث المميزة، وتُنشر في مجلة “ماري” للأبحاث والدراسات التي يصدرها المركز.
وأشار الحمود إلى أن المنحة ستكون مستمرة ومتكررة لمستويات متقدمة أكثر، لزيادة المهارات والإمكانيات البحثية لدى الباحثين.
وتقدم أكثر من 200 طالب إلى المنحة، لكن إدارة المركز قبلت 20 متدربًا ومتدربة وفق الإمكانيات المتوفرة، إذ كانت عملية التسجيل مفتوحة للجميع وفقًا للمعايير المحددة، وخُصصت الأولوية لطلاب الدراسات العليا في جامعات الشمال بشكل عام، مع وجود هامش عمر نسبي يمتد لـ45 عامًا.
ووفقًا للحمود، عمل المركز على تغطية أكبر شريحة ممكنة من الطلاب، بالإضافة إلى إشراك النساء في المنحة، إذ إن ستًا من أصل عشرين من المتدربين هن إناث خريجات تخصصات جامعية مختلفة.
“بالمستوى المطلوب”
إبراهيم العبد الله، حاصل على درجة الماجستير في العلاقات الاقتصادية الدولية من جامعة “حلب” عام 2012، وطالب دكتوراه في الاقتصاد، شارك في المنحة لعدة أسباب عدّدها لعنب بلدي.
فمثل هذه الدورات لم تُنظم فيما سبق في مناطق الشمال السوري، كما أن الأمر مهم له بشكل شخصي، كونه طالب دكتوراه، لمواكبة وتطبيق الأسس الصحيحة في البحث العلمي، بالإضافة إلى تعزيز دور وأهمية مراكز كهذه تختص بأمور البحث.
وكان التدريب، بحسب إبراهيم، بـ”المستوى المطلوب”، كونه يتناول أسس البحث العلمي، في حين يوجد إقبال من كثير من الطلاب والباحثين على تعلم الأسس الصحيحة.
ويرى أنه من غير الممكن الاعتماد بشكل تام على تدريبات كهذه، على الرغم من “كثافة” المعلومات التي تتناولها، لأن الباحث، بحسب رأيه، يحتاج إلى المتابعة من جهة ومن جهة أخرى إلى الممارسة والتطبيق العملي، ولكن بالعموم يلعب التدريب دورًا في تأهيل الباحث نظريًا، ويصقل مهاراته بالممارسة، وتصبح الفائدة أكبر.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :