حددت “المحكمة الدولية الخاصة بلبنان” موعد النطق بالحكم في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري، الذي تسبب بقتله مع 21 شخصًا آخرين كانوا معه، وإصابة 226 آخرين.
وقالت المحكمة، التي تتخذ من مدينة لاهاي الهولندية مقرًا لها، عبر موقعها الرسمي، إن الحكم الخاص باغتيال الحريري سينطق بجلسة علنية في 8 من آب المقبل، في تمام الساعة التاسعة صباحًا بتوقيت غرينيتش.
وسيصدر الحكم على المتهم سليم جميل عياش، المسؤول في “حزب الله”، وآخرين ضالعين في القضية، منهم حسن حبيب مرعي، وحسين حسن عنيسي، وأسد حسن صبرا.
وأسندت المحكمة، بحسب بيانها، لهذه الأسماء تهمة المشاركة في مؤامرة لارتكاب عمل “إرهابي”، وعدد من التهم الأخرى المرتبطة بذلك.
واتُهم كل من “حزب الله” والمخابرات السورية بعملية الاغتيال هذه، إذ بقيت القوات السورية واستخباراتها في لبنان منذ الحرب “الأهلية” اللبنانية عام 1976 حتى انسحابها عام 2005.
وجدّد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، فؤاد السنيورة، اتهامه لـ”حزب الله” باغتيال الحريري، في لقاء مع برنامج “المشهد” الذي بثته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، في 6 من أيار الماضي، بقوله إن رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري، أخبره “بإفشاله عدة محاولات لاغتياله من قبل حزب الله”.
واغتيل رفيق الحريري، في 14 من شباط 2005، بانفجار 1800 كيلوغرام من “TNT” لدى مرور موكبه في العاصمة اللبنانية بيروت.
وفي 26 من نيسان 2005، خرجت القوات السورية من لبنان بعد شهرين فقط من حادث الاغتيال، إثر سلسلة من الضغوطات الخارجية وخروج مظاهرات شعبية تطالب جيش النظام السوري بالانسحاب، فيما عُرف بثورة “الأرز”.
ذلك الحدث، الذي مر عليه 15 عامًا وسط سرية تامة لتحقيقات معقدة شارفت على الانتهاء، تلته أحداث ومنعطفات تاريخية في حياة اللبنانيين.
وبعد اغتيال رفيق الحريري حدثت عدة عمليات اغتيال في لبنان، طالت سياسيين وحزبيين وإعلاميين، من أبرزهم الإعلامي سمير قصير، الذي اغتيل في 2 من حزيران 2005، ورئيس تحرير جريدة “النهار” اللبنانية، جبران تويني، الذي اغتيل في 12 من كانون الأول 2005، ومحاولة اغتيال الإعلامية مي شدياق، التي أدت لبتر يدها وساقها، وجميعهم من المعارضين للوجود السوري في لبنان.
القضية بالأرقام.. وتاريخ الجلسات
بحسب إحصائيات المحكمة فإن عدد الشهود في قضية اغتيال الحريري بلغ 297 شاهدًا، في حين بلغ عدد المتضررين المشاركين في إجراءات المحاكمة 70 شخصًا.
وبلغ عدد القرارات الصادرة في القضية ألفًا و532 قرارًا، خلال 415 جلسة محكمة، بينما بلغ عدد المستندات المودعة خمسة آلاف و183، وثلاثة آلاف و131 بينة.
في 17 من كانون الثاني 2011، قدَّم المدعي العام إلى قاضي الإجراءات التمهيدية قرار الاتهام الأصلي الصادر بحق عياش، وعنيسي، وصبرا، ومصطفى أمين بدر الدين.
وبعد ذلك عُدِّل قرار الاتهام الأصلي نتيجة لعدة مستجدات متصلة بالقضية، منها ضمّ قضيتي مرعي وعياش إلى بعضهما، ووفاة بدر الدين.
وقد عُدِّل قرار الاتهام في 11 من آذار، و6 من أيار، و10 من حزيران عام 2011، وفي 7 من آذار 2014 وفي 12 من تموز 2016.
وفي 16 من كانون الثاني 2014، افتتحت محاكمة عياش وآخرين بمرافعات للادعاء، والممثل القانوني للمتضررين، ومحامي الدفاع عن بدر الدين وعنيسي.
وفي 11 من شباط 2014، قرّرت غرفة الدرجة الأولى ضمّ قضيتي عياش ومرعي وآخرين إلى بعضها، وأُجّلت الجلسات لإعطاء محامي مرعي وقتًا كافيًا كي يحضروا للمحاكمة، لتُستأنف المحاكمة في 18 من حزيران 2014.
وأصدرت غرفة الاستئناف قرارًا طلبت فيه إنهاء الإجراءات القائمة بحقه، من دون المساس بإمكانية مواصلة الإجراءات إذا ما تبين في المستقبل أنه على قيد الحياة، لتنهي بذات اليوم الإجراءات القائمة بحقه، وفي اليوم التالي أودع الادعاء قرار اتهام مُعدلًا.
وفي 7 من شباط 2018، أتم الادعاء تقديم أدلته إيذانًا باختتامه عرض قضية الادعاء.
وفي 14 من أيار 2018، بدأ عرض قضية الدفاع عن عنيسي. واستدعى محامو الدفاع عن عنيسي شاهدين أدليا بالشهادة في 14 و15 من أيار، وفي 5 و6 و7 من حزيران 2018، وقدموا مستندات لقبولها في عداد الأدلة، ليختتم تقديم الأدلة في هذه القضية في 28 من حزيران 2018.
وفي 16 من تموز 2018، أودع كل من الادعاء والممثلين القانونيين للمتضررين مذكرة مرافعة نهائية في المحاكمة.
وفي 13 من آب 2018، أودع محامو الدفاع عن المتهمين الأربعة مذكرات مرافعاتهم النهائية في المحاكمة.
وفي 21 من أيلول 2018، انتهت المرافعات الختامية في قضية عياش وآخرين بعد تسعة أيام من الجلسات.
محاولة لاغتيال الحريري الابن
أعلن رئيس الوزراء اللبناني السابق، سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، بتغريدة عبر حسابه الرسمي في “تويتر”، في 29 من حزيران الماضي، استهداف موكبه الذي كان متوجهًا إلى محافظة البقاع شرقي لبنان، قائلًا إنه تبلغ من الأجهزة الأمنية المعنية بحصول انفجار بالمنطقة في اليوم نفسه الذي زار فيه البقاع، وإنها بدأت التحقيق في الأمر.
وبما أن الموكب لم يتعرض لاعتداء، والانفجار لم يؤدِّ إلى أي إصابة، فكان قرار الحريري التكتم على الأمر وانتظار نتائج تحقيقات الأجهزة الأمنية، على حد قوله.
وقالت محطة تلفزيون “الحدث”، المملوكة للسعودية، في تقرير عن الحادث حينها، إنه عُثر على بقايا صاروخ على بعد نحو 500 متر من الطريق الذي سلكه موكب الحريري المؤلف من 30 سيارة، والمجهز بأنظمة تشويش.
وعلّق الحريري بتغريدة قال فيها، إن المعلومات التي وردت في هذا التقرير صحيحة بالمجمل، موضحًا تفاصيل ما جرى في التعليقات على التغريدة.
–
مصادر #الحدث: انفجار صاروخ على بعد 500 متر من موكب #سعد_الحريري خلال زيارته الأخيرة للبقاع#لبنان pic.twitter.com/qvTz2RgHTy
— ا لـحـدث (@AlHadath) June 28, 2020