من هو قاسم تاج الدين؟
بسبب “كورونا”.. الإفراج عن تاجر مخدرات محترف وأحد ممولي “حزب الله” في لبنان
تناقلت وسائل إعلام لبنانية خبر وصول رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين، المتهم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بتجارة المخدرات وتمويل “حزب الله” اللبناني، إلى مطار “رفيق الحريري” في العاصمة بيروت.
وأظهر مقطع بثته وسائل إعلام لبنانية منها “LBC” اليوم، الأربعاء 8 من تموز، وصول تاج الدين إلى المطار عبر طائرة خاصة، واستقباله من قبل عدد من الأشخاص.
وخرج تاج الدين (64 عامًا) قبل انقضاء مدة سجنه بثلاث سنوات.
ويعتبر أحد رجال الأعمال البارزين المقربين لـ”حزب الله”، ويترأس إمبراطورية شحن بضائع بمليارات الدولارات في بيروت، ويحمل الجنسية البلجيكية إلى جانب اللبنانية.
ينحدر من بلدة حناويه قرب صور، وأسس، مع شقيقيه حسين وعلي، شبكة عالمية من شركات تجارة المواد الغذائية والعقارات، بحسب ما ذكرته شبكة “thenational” الإماراتية الناطقة بالإنجليزية.
له عدة نشاطات عقارية محلية، إذ ابتاع مساحات واسعة في منطقتي الشوف والبقاع الغربي، منها “مشروع مديار” السكني الذي يعتبر استكمالًا لمخطط “حزب الله” في السيطرة على المواقع الاستراتيجية على طول الخط الساحلي بين بيروت والجنوب.
وشاركت شركة “تاج الدين” في شركة عائلية هيمنت على أسواق الدواجن والأرز، كما كانت لها أعمال في البناء وتجارة الألماس في لبنان والإمارات وغرب إفريقيا، بحسب شبكة “thenational“.
وكان قاضي محكمة المقاطعة الفيدرالية في واشنطن وافق، أواخر أيار الماضي، على طلب تاج الدين “الطارئ” للإفراج عنه “رحمة به” بسبب عمره و”ظروفه الصحية الخطيرة” مع انتشار جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
ورفض القاضي المكلّف بقضية تاج الدين طلب وزارة العدل بالإبقاء عليه في السجن حتى إنهاء فترة حكمه في 2023، لأن صحته جيدة والسجن الموجود فيه لم يسجل أي حالات إصابة بـ”كورونا”.
قضايا ضد تاج الدين.. الخزانة الأمريكية “إرهابي عالمي”
اعتقل تاج الدين في آذار 2017 من قبل السلطات المغربية، بعد وصوله إلى الدار البيضاء في المغرب، بناء على طلب السلطات الأمريكية.
واتهم بـ11 قضية، منها التهرب من العقوبات الأمريكية المفروضة من قبل وزارة الخزانة الأمريكية عام 2009 على “حزب الله” اللبناني، واعتبر مساهمًا ماليًا لمنظمة “إرهابية”، إضافة إلى تجارة المخدرات وتبييض الأموال.
وقالت السلطات الأمريكية، إن تاج الدين متهم في تقليل الجهود الرامية إلى زيادة الضغط المالي على “حزب الله”، المصنف “إرهابيًا” لدى الولايات المتحدة منذ 1997، ويقاتل لدعم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ومع “المتمردين” المسلحين ضد أمريكا في العراق، حسب صحيفة “washingtonpost” الأمريكية.
لكنه اعترف فقط بتمرير صفقات غير قانونية متعلقة بـ”جرم الاحتيال على قانون العقوبات الأمريكية ” تقدر بخمسة مليارات دولار منذ 2009، في صفقة مع مدعين اتحاديين (صفقات غسيل أموال) في كانون الأول 2018، حسب “washingtonpost”.
وقضت محكمة أمريكية عليه في 8 من آب 2009 بالسجن خمس سنوات، وبدفع غرامة مالية قدرها 50 مليون دولار، لالتفافه على عقوبات أمريكية فُرضت عليه باعتباره “مساهمًا ماليًا كبيرًا لـ”حزب الله”.
وتُوّجت محاكمة تاج الدين بـ”مشروع كاساندرا”، وهو تحقيق استمر ثلاث سنوات عن الذراع اللوجستية والتمويل العالمي لـ”حزب الله” بقيادة إدارة مكافحة المخدرات وبمساعدة الجمارك الأمريكية وحماية الحدود.
ورغم إطلاق سراحه، لا تزال وزارة الخزانة الأمريكية تدرج اسمه في “القائمة السوداء” على أنه “إرهابي عالمي”، أي ما زالت أصوله مسدودة، والأمريكيون ممنوعون من الدخول في أي معاملة معه، حسب موقع “middleeasteye) “MME).
هل لخروجه علاقة بإطلاق “جزار الخيام”
نفت وزارة الخارجية الأمريكية تقارير ربطت الإفراج عن تاج الدين بقرار لبنان الإفراج عن الأمريكي اللبناني عامر فاخوري المعروف باسم “جزار الخيام”، المتهم بتعذيب معتقلين في أثناء عمله مع الميليشيات اللبنانية المتحالفة مع إسرائيل، خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي للبنان.
لكن المحكمة العسكرية في لبنان قالت إن فاخوري بريء من التهم الموجهة إليه، من مبدأ أن الجرائم الني يزعم أنه ارتكبها تقع خارج إطار قانون التقادم، حسب “MME“.
ووضع الإفراج عن فاخوري أمين عام “حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، في موضع شبهات واتهام حول صفقة محتملة بين حزبه والولايات المتحدة، ما دفع نصر الله إلى نفي علمه بوجود أي صفقات، في خطاب له في 20 من آذار الماضي.
وقال نصر الله إن لبنان “تعرّض لضغوط منذ ستة أشهر لإطلاق سراح فاخوري دون شروط”.
وبحسب الأمين العام لـ”حزب الله”، شملت الضغوط تهديدات بفرض عقوبات اقتصادية، ومنع دول العالم من تقديم مساعدات إلى لبنان، نافيًا في الوقت نفسه ممارسة أي ضغوط على الحزب من أطراف لبنانية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :