اختطاف قادة المعارضة “المعتدلة” ضربة لخطط أمريكا
كتب باتريك كوكبرن في الإندبندنت
يشكل اختطاف جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة، زعيم المعارضة التي دربتها الولايات المتحدة شمال سوريا، ضربة قاتلة لخطط واشنطن في بناء حركة معتدلة في وجه الرئيس بشار الأسد والأصوليين الإسلاميين المتطرفين.
ولهذا الاختطاف أهمية خاصة لأن الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا تبحثان سبل استبدال تنظيم “الدولة الإسلامية” بالمعارضة المعتدلة على الأراضي الممتدة بين حلب والحدود التركية.
هذه السياسة تواجه صعوبات لأن المعارضة السورية المسلحة سيطر عليها التنظيم وجبهة النصرة وأحرار الشام والجماعات المتطرفة الأخرى، على الأقل منذ نهاية عام 2013.
وقالت جماعة من المعارضة، تدعى الفرقة 30، إن جبهة النصرة اختطفت قائدها نديم الحسن وعددًا من المقاتلين الآخرين شمال حلب، ونقل ناشط سوري ومصادر أخرى من المعارضة في حديثهم إلى الوكالات أن 54 مقاتلًا مدربين من قبل الولايات المتحدة كانوا من الفرقة.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الرجال الذين اختطفوا جاؤوا من بلدة أعزاز بعد تنسيقهم مع مجموعات أخرى.
وتبدو الولايات المتحدة محبطة بسبب عدم وجود قيادة عسكرية معتدلة يمكن أن تكون بديلًا عن حكومة الأسد في دمشق. جبهة النصرة، هي الجماعة الأكثر أهمية بعد تنظيم “الدولة”، وتشير التقارير إلى أنها تتلقى دعمًا من تركيا والسعودية وقطر.
في الأشهر الأخيرة استولت قوة تحالف من المعارضة (جيش الفتح) على محافظة إدلب على الحدود التركية، وسعت إلى إعادة تشكيل نفسها على أن تكون أقل طائفية وعنفًا من التنظيم، باعتبارها الدروز والعلويين والأقليات السورية الأخرى ليسوا هدفًا، ولكنها تصر على اعتناقها القسري للبديل الأصولي للإسلام والذي يعتبر قريبًا فكريًا من الوهابية السعودية.
وكانت الولايات المتحدة بدأت برنامجها في أيار لتدريب المعتدلين بعد بحث دقيق ليشكلوا “القوة الثالثة” على الأرض، والتي ستكون مختلفة عن القوات الموالية للأسد والمعارضين المنتمين إلى القاعدة؛ ووجدت عددًا من المجندين غير المؤهلين بسبب ميولهم وارتباطاتهم “المتطرفة”، وبالتالي انسحبوا من البرنامج.
جبهة النصرة أنشأت أصلًا من قبل تنظيم “الدولة” عام 2013، ولكنها تخاصمت مع الحركة الأم وتحركت بسرعة لسحق أي جماعة تعتمد عليها الولايات المتحدة كشريك محلي.
وهناك محاولات لتقديم أحرار الشام بين 10 آلاف و 20 ألف مقاتل باعتبارها تعمل ضد التنظيم، وهي بالتأكيد كذلك، وكبديل أكثر اعتدالًا من الجهاديين.
وتحرص الولايات المتحدة على عدم السماح لتركيا بإعادة تسمية جبهة النصرة أو مستنسخاتها كشريك مناسب في جبهتها ضد الأسد وتنظيم “الدولة”، وفي الواقع قد يمر بعض الوقت قبل أن تأسس أي منطقة حرة تضم العاملين ضد التنظيم بسبب هذه الخلافات.
نُشر في 30 تموز الجاري وترجمته عنب بلدي، لقراءة المقال باللغة الإنكليزية من المصدر اضغط هنا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :