تونس.. محاولات لتوثيق جثث المهاجرين الغارقين في المتوسط

  • 2020/07/06
  • 3:19 م

السلطات التونسية والجهات المختصة بالطب الشرعي تبدأ محاولة توثيق هويات آلاف المهاجرين الغارقين في البحر الأبيض المتوسط في تموز 2020 - (فرانس برس)

بدأت السلطات التونسية بجمع كل ما أمكن من معطيات تتعلق بجثث آلاف المهاجرين الذين توفوا بسبب غرقهم في عرض البحر الأبيض المتوسط.

وبحسب وكالة “فرانس برس” فإن الجهات التونسية في الطب الشرعي يمكنها فحص جثث عشرات المهاجرين الذين اُنتشلوا من المياه الإقليمية التونسية، وجمع ملفات لهم تضم صورًا وبطاقات توصيف ومعطيات طبية تسمح بمعرفة هوياتهم يومًا ما.

وقال الطبيب الشرعي سمير معتوق للوكالة، إنه “يجب أن نسجل ونحفظ كل الآثار”، من وشم وعلامات تجارية لأحذية وبصمات أصابع ومقاس القميص، وكذلك الحمض النووي.

وبدأ الطب الشرعي في تونس بتوثيق اسم 29 امرأة و30 رجلًا وطفلين جميعهم من دول إفريقية، توفوا في غرق مركبهم بداية حزيران الماضي قرب سواحل مدينة صفاقس شرقي تونس، بحسب تقرير الوكالة.

وتعرّفت السلطات المحلية إلى هوية ربان المركب، وهو تونسي الجنسية، لكن بقيت هويات الركاب مجهولة الهوية إلى الآن، ولم يتم التعرف إلا إلى عدد قليل منهم من خلال شهادات جُمعت من مواطنين من تلك البلدان مستقرين في تونس، بحسب ما جاء في التقرير.

ودفنت السلطات الجثامين في مقبرة إسلامية بمحافظة صفاقس، وأعطتها أرقامًا على أمل أن يأتي أحد ما ليسأل عنها وعن مصيرها، ويتم التعرف إليها من خلال ما بقي منها من لباس ومعطيات محفوظة، و”يمكن لهذه الآثار أن تساعد عائلات الضحايا على التعرف إليها وأن تقيم لها جنازات”، بحسب ما قاله معتوق لوكالة “فرانس برس”.

وبحسب التقرير، تنتشل قوات خفر السواحل التونسية سنويًا عشرات الجثث جراء حوادث غرق مراكب لمهاجرين سريين.

وبحسب موقع “Mediterranean Situation” المتخصص برصد الوضع في البحر الأبيض المتوسط، فإن 339 مهاجرًا توفوا في عرض المتوسط خلال العام الحالي، وغرق أو فُقد أكثر من 1300 مهاجرًا في عام 2019، بينما وصل إلى أوروبا أكثر من 123 ألفًا من المهاجرين غير الشرعيين.

وبحسب الموقع، تأتي سوريا في المرتبة الثانية بعد أفغانستان بعدد المهاجرين الواصلين إلى أوروبا من خلال خوضهم مخاطر الغرق في عرض المتوسط.

وظلت تونس لسنوات تدفن جثث المهاجرين الأجانب دون أن تتمكن من تحديد هوياتهم، لكنها تحاول الآن على غرار الدول المجاورة لها تطوير عملها وتقنيات المعاينة.

وبدأت إيطاليا في عام 2014 أخذ عينات من الحمض النووي لجثث المتوفين بسبب الغرق، كونها البلد الرائد في هذا المجال بعد إحداثها لجنة حكومية خاصة بالمفقودين وتهتم بجمع المعطيات، وفق الوكالة، وسمح ذلك بالتعرف إلى هويات 40 جثة، بحسب الطبيبة الشرعية كريستينا كاتانيو، التي تنسق هذه العمليات في روما.

وتؤكد الطبيبة أنه لم تتم مجانسة الإجراءات المعتمدة في ذلك، داعية المؤسسات الأوروبية إلى “تولي الأمر”.

ووفق إحصائيات موقع “Mediterranean Situation”، فمنذ 2014 توفي أكثر من 18 ألف مهاجر في عرض المتوسط، لا تزال هوية معظمهم مجهولة.

ولا تزال ليبيا، التي تشهد صراعًا منذ سنوات وتمثل نقطة انطلاق مهمة للمهاجرين، تدفن الجثث من دون أخذ عينات من الحمض النووي، وفق تقرير وكالة “فرانس برس”.

مقالات متعلقة

أخبار وقرارات

المزيد من أخبار وقرارات