عنب بلدي – إدلب
يعاني المزارعون في إدلب من ظروف “صعبة”، بسبب الغلاء وضيق الحال وضعف القدرات، ترافقت مع ارتفاع نسب الجوع وفقدان الأمن الغذائي في سوريا عمومًا، ولذا تقدمت منظمات إنسانية بمشاريع لدعم عملية الإنتاج من زراعة القمح حتى توزيع الخبز.
المزارع أحمد زكريا دادا لم يتمكن بداية العام الحالي من زراعة أرضه في بلدة زردنا بريف إدلب الشمالي، بسبب ارتفاع تكاليف السماد والمحروقات والمبيدات الحشرية، وقال لعنب بلدي إن الحال تغيرت بعد الاستعانة بدعم منظمة إغاثية، تقدم إلى جانب منظمات أخرى الدعم للمزارعين.
إذ قدمت منظمة “عطاء” سمادًا ومبيدات للأعشاب العريضة والرفيعة ومبيدات فطرية ووقودًا لدعم الري، ضمن المرحلة الأولى لمشروعها الذي استهدف مساعدة ستة آلاف عائلة، أي ما يعادل 30 ألف مستفيد، حسبما قال منسق المشاريع الزراعية في الجمعية، صافي الحايك، لعنب بلدي.
زيادة الأمن الغذائي.. بدءًا من البذور
اختص مشروع “عطاء” بقرى حزانو وكفريحمول وزردنا ورام حمدان وكللي في ريف إدلب الشمالي، وأضاف الحايك أن الهدف هو زيادة الأمن الغذائي وتحسين الوصول إلى الغذاء بالنسبة للمجتمعات المضيفة أو النازحة.
وشمل المشروع تدريبات تقنية للمزارعين حول أفضل الممارسات المتعلقة برعاية محصول القمح، سواء التخزين أو التعامل مع الأمراض النباتية، بالإضافة إلى الزيارات الميدانية التي يقوم بها مهندسون مختصون لمواقع المزارعين، وتقديم النصائح بشكل مباشر.
وفي حزيران الماضي بدأت مرحلة الحصاد، وأشار الحايك إلى أن المنظمة ساعدت كل مزارع على حصد خمسة دونمات.
وفي سهل الروج، الواقع في ريف إدلب الغربي، قدمت منظمة “أطفال الجنة” مشروعًا مماثلًا، استمر مدة عام من حزيران 2019 حتى حزيران الماضي، في 18 قرية وبلدة في المنطقة.
تلقى المزارع حسين أحمد الأحمد من المنظمة سلتين، الأولى بذور القمح “المغربل والمعقم”، مع أسمدة وسم لفئران الحقول، والثانية حسبما قال لعنب بلدي، كانت عبارة عن مبيدات حشرية وفطرية، مع استفادته من متابعة فريق مختص أشرف على مراحل نمو المحصول حتى شرائه من المزارعين.
وقال مسؤول الدعم اللوجستي في منظمة “أطفال الجنة”، شادي اليوسف، في حديث إلى عنب بلدي، إن هدف المشروع هو دعم الصمود وتوليد الدخل لألف مزارع في شمال غربي سوريا، مع الحفاظ على السلالات النقية للقمح.
إلى أن ينضج الخبز
تضمنت مشاريع دعم المزارعين شراء قسم من المحاصيل وتوزيعها، بعد الطحن، على العائلات النازحة وعلى مخابز لتوزيع الخبز مجانًا.
وحددت منظمة “عطاء” هدفها بشراء طن واحد من القمح من كل مستفيد من مشروعها، لتجمع 500 طن من الطحين والنخالة، وتوزعها على 500 عائلة من النازحين، وعلى مربي الثروة الحيوانية.
وخصصت 400 طن من الطحين لمخبزين، لإنتاج حوالي نصف مليون ربطة خلال شهري آب وأيلول، وتوزيعها على مخيمات عشوائية في مناطق المشروع، حسبما قال منسق المشاريع الزراعية في الجمعية، صافي الحايك.
واشترت منظمة “أطفال الجنة” 825 طنًا من القمح الطري والقاسي من المزارعين، محتفظة بـ125 طنًا بعد غربلتها وتعقيمها وتقديمها للمزارعين المستفيدين من مشروع الدعم.
والقسم المتبقي من القمح تعاونت على توزيعه مع جمعية “إنسان الخيرية” يوميًا، بشكل ربطات من الخبز، على أكثر من 4500 عائلة طوال ستة أشهر في مخيمات منطقة معرة النعمان ومعرتمصرين.
تلك الجهود خففت من آثار المشاكل التي لحقت بموسم القمح الحالي، ومع انتهاء موسم الحصاد بنهاية حزيران الماضي، حُصدت 90% من الأراضي المزروعة بالقمح والشعير، وفقًا لتقرير مكتب “تنسيق الشؤون الإنسانية” التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، الصادر في 26 من الشهر نفسه، في حين ترافقت مشاكل المزارعين مع اشتعال الحرائق التي أتت على 481 دونمًا من الأراضي المزروعة خلال الموسم الحالي.
أسهم في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في إدلب إياد عبد الجواد