السوريون في ذيل أولويات ترامب.. بولتون يكشف تفاصيل أمريكية في سوريا عبر “الغرفة”
روى مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، في كتابه “الغرفة حيث حدث ذلك”، تفاصيل خاصة حول رؤية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لسياسة بلاده تجاه سوريا والنظام السوري، وكذلك وجهات نظر الإدارة الأمريكية، بما يشمل وزيري الخارجية والدفاع والمبعوث الأمريكي إلى سوريا، جيمس جيفري.
كما تضمّن كتاب بولتون المكوّن من 500 صفحة تقريبًا، والصادر خلال العام الحالي، تفاصيل دقيقة لأحداث جرت داخل أروقة البيت الأبيض و المكتب الرئاسي للرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأمريكية.
كما يمكن للقارئ، من خلال الكتاب، تتبع ملامح السياسة الخارجية لإدارة ترامب مع العديد من الدول كبريطانيا، وكوريا الجنوبية، وفنزويلا، وإيران، وتركيا، وسوريا التي لم تبرأ من الصراعات السياسية والتدخلات الخارجية، والتي جاء الكتاب على ذكرها بـ”تفاصيل مفاجئة” من داخل المكتب الرئاسي لترامب.
“الشعب السوري يتذيل ترتيب الأهمية”
بحسب بولتون، لم يكن أي من الشخصيات الرئيسة المهمة في إدارة ترامب “مهتمًا بما يجري للشعب السوري”، إذ إن سوريا بالنسبة لترامب لم تكن إلا “مطمعًا استراتيجيًا جانبيًا” على أجندة إدارته.
ووفقًا لبولتون، أوقف ترامب مساعدات مالية تقدر بـ200 مليون دولار أمريكي مخصصة “لتعزيز استقرار المناطق المحررة”.
وجاء تبرير ترامب للقرار “صادمًا” بحسب بولتون، إذ قال الرئيس الأمريكي إنه “يريد بناء دولته وليس دولة الرمال والموت” كما وصف ترامب سوريا مطلع عام 2019.
الأسد رفض الإفراج عن معتقلين أمريكيين
ذكر بولتون في كتابه تفاصيل كشفت عن رغبة ترامب بالتفاوض “مرارًا” مع الأسد لإعادة أسرى أمريكيين يُعتقد أنهم محتجزون لدى النظام في سوريا، وهو ما رفضه الأسد بحسب ما أورده بولتون.
وناقش بولتون في مذكراته ما وصفه بـ”التقصير” في طريقة تعاطي الرئيس الأمريكي مع الهجوم الكيماوي الذي نفذه رئيس النظام السوري، بشار الأسد، خلال الأسبوع الأول من تولي بولتون لمنصبه، والذي كان سببًا لتمادي النظام وقيامه بهجوم مماثل آخر.
كما خاض كتاب بولتون في تفاصيل إعلان ترامب الانسحاب النهائي للولايات المتحدة من سوريا في كانون الأول 2018، والمحادثات التي أجراها مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، بهذا الخصوص.
وهاجم بولتون في كتابه المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، ووصفه بأنه كان مؤيدًا “لسياسة تركيا في سوريا، وحاول رسم خريطة سيطرة كل من الأتراك و الأكراد في سوريا، وهو ما تم تجاهله من قبل تركيا”.
قوات عربية لحل الملف السوري
ومن وجهة نظر بولتون، لم يكن لدى الرئيس ترامب “أي تصور واقعي” لحل الملف السوري، إذ كان يأمل بمبادرة تدخل قوات عربية لحل الصراع السوري بدعم أمريكي، وهو ما لم يحصل خلال فترة وجود بولتون بمنصبه.
وقدم بولتون دليلًا آخر يوضح “عدم واقعية” تصور ترامب لحل الصراع السوري من خلال اعتقاده بأن دول الاتحاد الأوروبي “ستظهر التزامًا أكبر وترسل قوات إضافية إلى سوريا حال انسحاب الولايات المتحدة منها، وهو ما بقي بحدود التصورات ولم يتحقق على أرض الواقع”.
بولتون أرجع سبب رغبة الرئيس الأمريكي بالانسحاب الكامل من سوريا إلى عدة أسباب، أبرزها تركيز ترامب على حملته الانتخابية، وعدم اقتناعه بضرورة وجود القوات الأمريكية، أو وجوب تحمل الولايات المتحدة المسؤولية الرئيسة لما يجري في سوريا.
كما أشار بولتون في كتابه إلى اختلافات محورية في إدارة ترامب متعلقة بالملف السوري، وقال إنه شخصيًا كان مهتمًا بإيران، بينما كان وزير الدفاع الأمريكي السابق، جيمس ماتيس، مهتمًا بتنظيم “الدولة الإسلامية”، في حين اقتصر اهتمام المبعوث جيمس جيفري، على علاقة الولايات المتحدة بتركيا، وأما وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، فكان مهتمًا بإرضاء ترامب فقط.
كما كشف عن “عدم اقتناع” الرئيس الأمريكي بسياسة الولايات المتحدة المتعلقة بمحاربة تنظيم “الدولة”، في دول تعتبر “عدوة” للولايات المتحدة أو حليفتها في سوريا (قوات سوريا الديمقراطية).
فضائح بالجملة ضمن صفحات الكتاب
أورد بولتون في كتابه العديد من الأحداث المهمة التي واكبت فترة عمله كمستشار سابق للأمن القومي، كما صوّر الطريقة التي تعامل بها ترامب مع تلك المواقف، والتي وصفها بـ”المستهترة” و”الساخرة” و”الجاهلة”.
ومن تلك الأحداث كانت رواية بولتون لتفاصيل اجتماع دار بين الرئيس الأمريكي، ونظيره الصيني، شي جي بينغ، لمناقشة العلاقة السياسية بين الدولتين، إلا أن الرئيس الأمريكي تحوّل عن الموضوع لمناقشة نقاط أخرى من شأنها دعم الاقتصاد الأمريكي بشكل عام، وتقوية حملته الانتخابية المقبلة بشكل خاص.
كما كشف الكتاب عن إظهار الرئيس الأمريكي لدعمه وموافقته على ما تقوم به الصين من حملات اضطهاد و تعذيب للمسلمين “الإيغور”، وخطة وضعهم في معسكرات، وذلك في العشاء الافتتاحي لاجتماع “مجموعة العشرين” في مدينة أوساكا اليابانية، في حزيران 2019.
ومن أبرز ما تناوله الكتاب، كان تفاصيل الفضيحة السياسية التي هددت بعزل الرئيس ترامب، والتي تجلت بابتزازه الواضح للرئيس الأوكراني، حين طلب منه تقديم تحقيقات بخصوص مخالفات مزعومة من قبل الديمقراطيين الأمريكيين، وعلى رأسهم نائب الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، مقابل إفراجه عن مساعدات بقيمة 391 مليون دولار أمريكي، كمساعدة لأوكرانيا.
وكان البيت الأبيض طالب بولتون بعدم نشر الكتاب بحجة تناوله مواضيع سرية تتعلق بالأمن القومي، كما رفعت إدارة ترامب دعوى قضائية ضد بولتون في حزيران الماضي لم تُحسَم حتى اليوم، في حين اعتبر ترامب الكتاب، بتغريداته على “تويتر”، “خيالًا محضًا ومجموعة من الأكاذيب”.
–
Bolton’s book, which is getting terrible reviews, is a compilation of lies and made up stories, all intended to make me look bad. Many of the ridiculous statements he attributes to me were never made, pure fiction. Just trying to get even for firing him like the sick puppy he is!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) June 18, 2020
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :