على الرغم من نفي عائلته خبر مقتله تحت التعذيب في سجون النظام السوري، وتأكيد عدم مطابقة الصورة المنتشرة بين صور “قيصر” لصورته، نعت وسائل إعلام وناشطون عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي الكاتب السوري عدنان الزراعي المعتقل في شباط 2012، بعد تسريب مزيد من صور “قيصر” عقب بدء سريان قانون العقوبات الأمريكي، في 17 من حزيران الماضي.
وتعقيبًا على تداول مستخدمين وناشطين ووسائل إعلام صور ضحايا “قيصر”، وصعوبة عملية التحقق من هوية الأشخاص الظاهرين في الصور، تحدث مدير “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، فضل عبد الغني، عن آلية التحقق من هوية الضحايا.
وكتب عبد الغني، عبر حسابه في موقع “فيس بوك”، أن عملية التحقق من هوية الأشخاص عملية “معقدة”، وقد لا تكفي فيها شهادة الأهالي وحدهم.
وعن خطوات التحقق، قال عبد الغني لعنب بلدي، إن التحقق يحتاج إلى تأكيد من الأهالي، وتزويدهم بصور أخرى للضحية من زوايا مختلفة.
بالإضافة إلى خبير في الطب الشرعي وتحليل الجثث، ومعلومات عن مكان الاعتقال وزمنه وتفاصيله.
كما تستخدم “الشبكة”، بحسب عبد الغني، برنامجًا أوليًا يقوم بعملية مطابقة بين صورة الضحية قبل وفاته وصورته لاحقًا، مشيرًا إلى أن البرنامج بحاجة إلى تطوير بشكل أكبر، كي يتمكن من التعامل مع صور “قيصر” المشوهة، ويجري العمل على ذلك.
وأضاف أن مقاطعة هذه العوامل الأربعة، قد تؤدي إلى معرفة هوية الضحية، مشيرًا إلى أن “بعض الجثث من شبه المستحيل معرفة صاحبها بسبب التشوه الرهيب”.
التوثيق عملية “معقدة”
أكد عبد الغني ضرورة معرفة الأهالي لمراحل التحقق، لأنها تستغرق وقتًا، وعلى عدم انتظارهم ردًا سريعًا وفوريًا من المنظمات، لأن عملية البحث بين آلاف الصور القاسية هي عملية “قاسية” لكل العاملين فيها.
وفي حديث لعنب بلدي، استنكر عبد الغني مطابقة ناشطين لصور الضحايا بالعين، واصفًا إياه بالأمر “الكارثي”، لأن عملية التحديد تمر بمراحل متعددة.
وقال إنه تبيّن لـ”الشبكة” عدم تواصل بعض الناشطين مع الأهالي على الرغم من ادعائهم عكس ذلك، واقتصار عملهم في عملية مطابقة الصور على تجميعها من الإنترنت ونشرها، دون وجود برنامج أو خبير جثث للعمل معه.
كما استنكر عبد الغني اعتماد بعض وسائل الإعلام على الناشطين، دون سؤالهم عن منهجية عملهم أو التحقق من آليته.
وأكد على الأشخاص الذين يريدون العمل بالتوثيق ضرورة اتباعهم منهجيات ومعايير العمل، مشيرًا إلى أن هذا لا يعني حصر عملية التوثيق بالمنظمات.
وكانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” وثّقت، في أيلول 2015، هوية 740 شخصًا، في الصور المسربة من الضابط المنشق “قيصر”، وارتفع العدد في 2019 ليصل إلى 823 شخصًا، بحسب عبد الغني.
–