عبد اللطيف الحمصي – حمص
لا يزال التيار الكهربائي مقطوعًا عن المدن الصناعية في المناطق الخاضعة لسلطة النظام في كل من حمص ودمشق (حسياء وعدرا العمالية) منذ أسبوعين تقريبًا، وذلك تحت ضغط توقف محطات توليد التيار الكهربائي في المنطقة الجنوبية.
السبب، وفق ما نقلته مصادر لعنب بلدي، هو انفجار أنابيب الغاز المغذية لمحطات التوليد في دمشق، وإعطاء وزارة الكهرباء أمرًا بقطع التيار عن المدن الصناعية، التي تعد شريان ما تبقى من صناعة في الداخل السوري، بغية عدم قطع الكهرباء عن دمشق، فتُحول الكهرباء اليوم من محطة جندر الواقعة قرب حسياء إلى دمشق، لكنها لا تصل المدينة الصناعية المجاورة.
وفي زيارة لعنب بلدي إلى صناعية حسياء، تبيّن أن المدينة باتت شبه مشلولة إلا من بعض المنشآت التي تعمل بطاقة التوليد الذاتي، وحتى هذه المعامل لن تستطيع العمل بهذه الطريقة فترة طويلة في ظل ندرة الوقود وغلاء أسعار مشتقات النفط والغاز، ما يجعل العملية الانتاجية غير مجدية والمردود ضعيفًا، إضافة إلى أن أغلب المنشآت الأخرى لا تملك هذه القدرة على التوليد الذاتي.
كما تضم المدينة عددَا من النازحين من حارات وقرى محافظة حمص بما فيها القصير وباباعمرو وكرم الزيتون وغيرها من المناطق التي تعرضت لاضطهاد للسكان وتدمير للبنى التحتية، يسكنون بعض الهنغارات المهجورة أو المعامل المتوقفة، ليضاف إلى مأساتهم انقطاع التيار الكهربائي لأسبوعين متواصلين.
يقول أحد النازحين، الذي افتتح دكانًا في المنطقة، إن بضاعته في البرادات أصبحت غير صالحة واضطر لإتلافها أكثر من مرة، موضحًا أنه “خلال الأسبوعين عاد التيار الكهربائي لمدة نصف يوم فاستبشر الناس خيرًا وعادوا لجلب البضائع والألبان واللحومات وخزونها في البرادات، لكن الكهرباء عادت للانقطاع ما أفسد البضائع مرة أخرى”.
وعاودت المدينة الصناعية العمل بـ 68% من طاقتها التشغيلية أواخر عام 2014، وفق بيان صادرٍ عن إدراتها، وعلى رأس القطاعات العاملة معامل الحديد والزجاج والبلاستيك والسكر والأعلاف، إضافة لمئات المستودعات ومعامل الرخام، ما يشكل عصب المنتجات الأساسية في الداخل السوري بعد توقف المعامل في الشمال وخصوصًا حلب.
لكن العامل (ع.ط) الذي تحفظ على اسمه ومكان عمله لأسباب أمنية، يقول “معملنا يعيش شللَا في النهار وظلامًا دامسًا في الليل، ولا تلبي المولدة الداخلية احتياجاتنا لـ 24 ساعة مستمرة؛ ظروف العمل هنا باتت شبه مستحيلة”.
وتستوعب المدينة حوالي 20 ألفًا من القوى العاملة، بحسب صحيفة تشرين الناطقة باسم النظام، أصبح أغلبهم الآن ينتظرون ما ستؤول إليه أمورهم بعد توقف المنشآت التي يعملون بها، فهل تنعشهم الكهرباء مجددًا؟