مناطق الساحل الموالية مظلمة وخارج التغطية

  • 2015/07/26
  • 3:45 م

مناطق الساحل الموالية مظلمة وخارج التغطية

حسام الجبلاوي – انطاكيا

تدنت الأوضاع الخدمية والمعيشية في محافظتي اللاذقية وطرطوس، الخاضعتين لقوات الأسد، إلى أسوأ مستوياتها منذ خمس سنوات، في ظل انقطاع الكهرباء لساعات تصل حتى 20 ساعة يوميًا (5 تقنين مقابل واحد) مترافقًا مع ندرة في المياه وأعطال الاتصالات، لتتحول هذه المناطق إلى مدن مظلمة خارج التغطية.

الواقع الخدمي المتدهور نتج عنه أكثر من 200 حالة تسمم في مدينة جبلة جنوب اللاذقية الأسبوع الماضي، وعزاها البعض إلى تلف المأكولات واللحوم بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الدائم وغياب مصادر بديلة كمولدات الكهراباء عند بعض أصحاب المحلات والمطاعم.

وتشهد مدينة اللاذقية حرائق يومية وانفجارات في خزانات توزيع الكهرباء، نتيجة الضغط الكبير عليها عند وصول التيار، كما نشرت مواقع موالية للنظام صورًا لحريق ضخم في معمل غزل جبلة تسبب بأضرار كبيرة يوم الأربعاء الماضي (22 تموز)، معللّة الحريق بـ “ماسٍ كربائي”.

ونقلت شبكة أخبار اللاذقية صورًا لحرائق في أحراج محافظتي طرطوس وحمص وقرية مرمريتا في وادي النصارى، يوم الجمعة 24 تموز الجاري، لكنها لم توضح سبب الحرائق بينما عزا المعلقون امتدادها إلى تقصير في عمل طواقم الإطفاء واعتبرها آخرون مفتعلةً من قبل “الإرهابيين”.

تبريرات الحكومة المعتادة وأعذارها التي تتهم في غالبها “المجموعات المسلحة” بتخريب خطوط الغاز ومحطات الكهرباء، إضافة إلى الضغط الكبير على التيار بفعل الزيادة السكانية في هذه المحافظات، لم تجد سوى مزيدًا من الغضب والتهكم واتهامات للمسؤولين تصل حدّ التخوين لما يسميه بعض أهالي المدينة “بيع دماء الشهداء مقابل الفساد”.

ويسخر أحد الموالين من الواقع الخدمي، عبر صفحة “شبكة أخبار اللاذقية” في الفيسبوك، بالقول: “يحدث في اللاذقية، الابن استشهد بحقل الغاز بشاعر وأهله يستقبلون التعازي على ضوء الشموع”، بينما تتعالى بعض الأصوات جهرًا لمظاهرات أو تجهيز عريضة تحمل توقيع آلاف من سكان المدينة لتغيير وزير الكهرباء عماد خميس وإيجاد “حلول جذرية”.

ويعزو الناشط محمد جعفر، أحد أبناء اللاذقية حالة الغضب بين صفوف الموالين إلى “ضيق العيش إذ باتت الحياة شبه مستحيلة هنا مع توقف معظم المصالح والأعمال، بينما يترافق ذلك مع استمرار ارتفاع الأسعار”. ويردف جعفر “يتسبب غياب التيار بتلف المواد الغذائية للأهالي وانقطاع المياه عن المنازل بعد توقف المضخات المنزلية عن العمل”، مشبّهًا ساعة وصول الكهرباء بعد خمس ساعات انقطاع بـ “حالة الاستنفار والتعبئة العامة”.

أما عن الحلول البديلة التي لم تدخل إلى اللاذقية، كما في بعض المناطق المحررة، فيوضح الناشط “لا يمكن استخدام المولدات الصغيرة لأن تكلفة تشغيلها عالية أما المولدات الكبيرة وتوزيع الأمبيرات التي استحدثت في بعض المحافظات فهي بحاجة لتعاون بين أبناء الحي، وهذا أمر صعب بسبب الاكتظاظ السكاني الكبير واختلاف المصالح كما أنّها تحتاج لموافقة حكومية وهو أمر يصعب الحصول عليه”.

يهزأ بعض الموالين اليوم من فكرة التقسيم التي تتداول في وسائل الإعلام ويتساءل كثير منهم عن كيفية إدارة مثل هذه المنطقة في ظل غياب مصادر الطاقة أو مصانع كبيرة تؤمن استمرارية الحياة، فمنذ خروج معظم حقول الطاقة عن سيطرة الحكومة يترقب الموالون يوميًا وصول السفن المحملة بالوقود من الدول الحليفة عبر مرفأ طرطوس، كان آخرها يوم الخميس (23 تموز) بحمولة وصلت لمليون طن من النفط الخام وفق المواقع الموالية، فإلى متى ستستمر؟

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا