"مسلم بنّاء"..
المغتربون في السويد يمدون أيديهم للنازحين في سوريا
محمد هشام
برؤية بعيدة، وسقف عالٍ من الأهداف، لمعت فكرة جمعية “مسلم بنّاء” أواخر العام الماضي في السويد، بتضافر جهود مغتربين سوريين، بحسب حذيفة، أحد أعضائها، وانطلقت نشاطاتها مطلع العام الحالي.
ويرى حذيفة في الجمعية “نقلة نوعية” في العمل الإغاثي، كونها تعتمد على منهج “تكاملي وتطويري” قائم على مشاريع توجه ريعها ليكون تمويلها الذاتي وعصب اقتصادها؛ موضحًا أن عملها يتنوع على ثلاثة جوانب.
الأول “اقتصادي خيري” كما أسماه حذيفة، وما يزال متركزًا في الريف الدمشقي، لكن كادره موزع في مختلف المناطق السورية؛ يدرس انتشار المهجرين وخبراتهم، بهدف تصميم مشاريع تنموية صغيرة، ومراكز عمل حرفية توظف خبراتهم وتعينهم على تحسين مستواهم المعيشي والحد من البطالة المتفشية في مناطق النزوح.
الجانب الثاني “خيري مباشر”، موجه إلى المدنيين ويشمل دعمًا طبيًا وإغاثيًا لشرائح عدة؛ فالسيدة أم خالد غادرت مدينتها دوما مع طفلتها غيداء ذات الأعوام الثمانية، واتجهت إلى مدينة التل، هربًا من قصف تسبب لغيداء بحروق بالغة، حالت دون اندماجها مع أقرانها في المدرسة الجديدة، لخجلها من آثار الحروق. ومن خلال بعض المعارف وصلت أم خالد إلى “مسلم بناء”، التي تكفلت بأجور العمل الجراحي للطفلة، ما أعاد لها ثقتها بنفسها وساعدها على الاندماج من جديد.
وإضافة إلى تغطية تكاليف العمليات الجراحية باهظة التكاليف، مثل القلب المفتوح وغسيل الكلى، تغطي الجمعية تكاليف جرعات دوائية لمرضى يتطلبون رعاية دورية، كمرضى السكر والسرطان أو من يعانون أمراضًا عصبية.
التجربة الأولى لتوزيع مساعدات عينية كانت في رمضان، بتوزيع وجبات ومواد غذائية. أما الأوجه الأخرى لنشاطها الإغاثي فتتمثل في دعم الشبان لتأمين تكاليف زواجهم، وتقديم 5000 ليرة سورية لكل من أطفال الأسر التي تدعمها الجمعية من أسر الشهداء، والمعتقلين ومن يعانون ضائقة مادية، بمناسبة عيد الفطر، والتكفل بإكساء آخرين في عدة محافظات بالتنسيق مع محال تجارية قدمت لهم الثياب بالمجان وتكفلت الجمعية بثمنها.
الجانب الثالث من عمل الجمعية أوضح عنه “محمد ديرانية”، عضو في الجمعية مقيم في الداخل السوري، بأنه “بناء المستقبل ببناء الإنسان”، يسعى من خلال منشآت فاعلة على الأرض إلى رعاية أيتام وأبناء المتضررين حتى تخرجهم من الجامعات، متبعًا “مناهج علمية حديثة تضمن ترسيخ العقيدة الصحيحة، وتنمية المهارات القيادية، وجوانب الإبداع والتفوق لديهم”.
وعن مصادر الدعم، أوضح حذيفة أن الجمعية تهدف لتحويل دعمها إلى “تمويل ذاتي مستدام” عبر مشاريع صغيرة ومتوسطة في الداخل السوري وخارجه، مؤكدًا أن “المغتربين السوريين لن يخرجوا عن شريحة الداعمين الأساسيين لها، بالإضافة لمنظمات دولية إغاثية، وصناديق الجمعية الموزعة في عدة مناطق”.
وأضاف ديرانية، أن طموح “مسلم بناء” على المدى البعيد هو تنسيق الجهود الإغاثية مع الجهات الأخرى لتشكيل “هيكلية متسقة” تتضافر جهودها على كافة الأصعدة، من تأمين الدعم وإدارة التمويل والخبرات، وتقديم الخدمات والارتقاء بها.
تنشط الجمعية حاليًا في مناطق تجمع النازحين في الغوطة الشرقية، مثل دوما وزملكا، والقلمون الشرقي مثل التل، مقدمة خدماتها لـ 100 عائلة موزعة على تلك المناطق؛ وتسعى إلى توسيع نطاق عملها ليشمل كامل الريف، ومحافظات أخرى مع نهاية هذا العام، بالتوازي مع الارتقاء في منهجية تخطيطها وتنظيمها المؤسساتي، وتحقيق تمويلها الذاتي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :