حسام الجبلاوي – أنطاكيا
استكملت “جمعية نارلجا” الخيرية سلسلة نشاطاتها الخيرية المكثفة في شهر رمضان باحتفال خيري للأطفال اليتامى وأبناء الشهداء والمعاقين، يوم السبت 25 تموز، بحضور عددٍ من المسؤولين والعائلات التركية والسورية.
وتضمن الحفل، في البلدة النائية جنوب تركيا، فعاليات متنوعة ثقافية وترفيهية بدأت بتلاوة للقرآن الكريم وكلمة لمدير الجمعية، أثنى خلالها على حفاوة استقبال أبناء البلدة للاجئين وذكّر بمسؤولية الجميع في رعاية الأطفال اليتامي.
وتخللت الفعاليات مسرحية قدمها مجموعة من الأطفال تحاكي قصة أطفال درعا وهتافاتهم بالحرية والسلمية ثم طريقة تعذيبهم، الأمر الذي تزامن مع دموعٍ من الحاضرين، إلى جانب مسرحية أخرى تمثّل قصة “خنساء الثورة السورية”، وهي الحاجة أميمة من الرستن اللاجئة إلى البلدة، وقد فقدت خمسة من أبنائها وزوجها خلال الثورة.
وقدّمت مجموعة من الأطفال رقصات على أنغام الأناشيد الثورية تلاها أغنية باللغة التركية تعبر عن معاناتهم وآمالهم، بالإضافة إلى عرض مسرحي يحث الأطفال على التعلم والإقبال على المدارس والتفوق.
“فرحة طفل” هو اسم الحفل الذي يهدف بحسب مدير الجمعية، محمد شاهين، إلى “رسم البهجة والسرور على شفاه الأطفال وتعويضهم جزءًا من رعاية ذويهم التي افتقدوها مع رحيلهم”، كما يحاول “زيادة الألفة وتقريب القلوب مع الإخوة الأتراك في المنطقة التي استضافت أكثر من 35 ألف سوري، وقدمت لهم كل أشكال الرعاية والاهتمام”.
وبحسب شاهين فإن الجمعية، رغم الصعوبات المادية التي تعترضها، ماضية في مشروع افتتاح مستوصف طبي في الفترة المقبلة لرعاية أبناء المنطقة وتقديم الخدمات الطبية بشكل مجاني، حيث أحصت الجمعية التي تعمل على تسجيل السوريين وتنظيم متطلباتهم أكثر من 360 عائلة شهيد ويتيم و183 أسرة تضم بين أفرادها أحد معاقي الحرب.
عنب بلدي استطلعت آراء بعض الأطفال في الحفل ومنهم رغد منصور، التي شاركت في مسرحية الخنساء؛ لا تكل رغد حديث الذكريات فالمنزل المدمر في بلدتها كرناز ودم والدها الشهيد وصراخ جيرانها يوم قصفت الطائرة حيهم صور لا تبارح مخيلتها رغم وصولها الأراضي التركية قبل عام، وإن كانت سعيدة هنا. وتقول “أرغب بالعودة إلى بلدي وأشارك أقاربي تقاليد العيد، هذا كل ما أتمناه”.
بدوره، وجه المحامي علي رشيد، أحد أعضاء الجمعية المتطوعين، مناشدة للجمعيات والمنظمات الإغاثية العاملة للاطلاع على أوضاع السوريين في نارلجا “المهملة”رغم عدد اللاجئين الكبير، ويعتبرهم رشيد من أكثر الفئات حاجة للمساعدة كونهم قدموا من مناطق ريفية تتسم بالفقر وارتفاع نسبة الأطفال.
وينقل رشيد أن البلدة تعتبر من أكثر المناطق في جنوب تركيا تصديرًا للمهاجرين السوريين إلى الخارج، حيث يغادر المنطقة يوميًا عشرات الشباب بسبب ارتفاع تكاليف الحياة.
وتعني “نارلجا” أرض الرمان، وهي بلدة صغيرة تبعد عن مدينة أنطاكيا جنوب تركيا حوالي 15 كيلومتر، وتتميز بأراضيها الزراعية الخصبة وطبيعة سكانها المتواضعة وينحدر معظمهم من أصول عربية، ما جعلها مقصدًا لفئة كبيرة من اللاجئين بسبب سهولة التواصل وإمكانية العمل، وقد تعدّى عدد السوريين أهل البلدة الأتراك في نموذج للتعايش بين الجانبين، والذي تجلّى في رمضان بعدد من المشاريع الخيرية.