عنب بلدي – اللاذقية
دون أن يجرؤ أحد على اللحاق بها، صدمت سيارة مسرعة من نوع “بورش” أمًا وابنتها، في أحد الطرق التابعة لحي “الزراعة” بمحافظة اللاذقية.
وبعد نقل المصابتين إلى المشفى على الفور، هدد عناصر من قوات النظام السوري أقاربهما في حال ذكر تفاصيل الحادثة، وطلبوا منهم الاكتفاء بالقول إن الحادثة “قضاء وقدر” نتجت عن عدم انتباههما في أثناء قطعهما الأوتوستراد الرئيس، بحسب ما روته قريبة للعائلة كانت شاهدة على الحادثة، تحفظت عنب بلدي على ذكر اسمها لأسباب أمنية.
ويعتبر حي “الزراعة ” من أهم المناطق السكنية في محافظة اللاذقية، أُنشئ في السبعينيات من القرن الماضي، بعد الانتهاء بشكل كامل من بناء جامعة “تشرين” والمدينة الجامعية، ويعد الحي اليوم من أكثر المناطق تنظيمًا ونشاطًا.
ويحوي الحي عددًا من الأبنية “الفخمة”، يستخدمها أولاد أعمام رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وهم علي الأسد وأبناء هلال الأسد وفواز الأسد، والعديد من المسؤولين في حكومة النظام.
“أبو زهير” (45 عامًا) يرى أن الحي أصبح “بؤرة للفساد”، إذ إن أبنية فيه تحولت إلى مقرات أمنية لعناصر من قوات النظام، ينطلقون منها في مهماتهم الأمنية.
وقال “أبو زهير” إن الحي من “أسوأ” الأحياء أمنيًا، بسبب انتشار السلاح في الطرقات والأسواق.
رصدت عنب بلدي خلو الحي من مراكز الشرطة، ويعتبر عدد من أهالي الحي أن ضبط الأسلحة المنتشرة داخله من “أكبر” الصعوبات، بسبب وجود عناصر الأمن المسلحين ورفاقهم بصفتهم غير الرسمية، كما يرون أن دوريات شرطة المرور المنتشرة في الحي لا تملك صلاحيات لتوقيف أو ضبط حوادث السير التي تحصل فيه.
ويُعد حاجز “المواصلات” العسكري، في المدخل الرئيس لمحافظة اللاذقية، المشترك بين عدة أفرع أمنية والذي يضم عددًا من الضباط، بينهم رتبة عقيد، المسؤول المباشر عن إجراء “الفيش الأمني الرباعي”، منذ عام 2012، لجميع المارة ممن يرغبون بالدخول أو الخروج من المحافظة.
ويتعرض سكان الحي لما أسموه “عمليات تشبيح” تمارسها سيارات حديثة من نوع “همر” وسيارات دفع رباعي، لا تمتلك لوحات تسجيل، ويُرجع سكان الحي ملكية هذه السيارات لأبناء آل الأسد المقيمين في المنطقة.
مؤيد (30 عامًا) أحد سكان الحي، يعتبر أن الوضع الأمني في الحي لا يشبه المناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرة قوات النظام السوري.
تحدث مؤيد لعنب بلدي عن توتر أمني شهده الحي خلال اليومين الماضيين، بعد إطلاق نار من قبل شخص قال إنه أحد أبناء عائلة الأسد، في السوق الرئيس، من دون أي سبب مباشر، الأمر الذي شكل حالة “رعب” لدى الأهالي، الذين لم يجرؤوا على إيقافه أو الاقتراب منه.
وسبق أن شهدت المدينة عدة حوادث إطلاق نار مباشر في الأحياء السكنية بسبب خلافات شخصية، منذ عام 2011، ومن أبرزها مقتل العميد حسان الشيخ على يد سليمان هلال الأسد، بسبب خلاف على أحقية المرور، في آب 2018.