بعد فشل المعالجة العرضية.. العلاج الجراحي لكيس الشعر
د. أكرم خولاني
علاج كيس الشعر (الناسور العصعصي) ينطوي على عدة خيارات طبية متاحة، جراحية وغير جراحية، ولكن قبل البدء بسردها يجدر التنويه إلى أن كيس الشعر غير المصاب بالعدوى لا يسبب أي أعراض ولا يحتاج إلى علاج، وإنما يكفي التركيز على إزالة الشعر الزائد، والاهتمام بالنظافة الشخصية الجيدة، كالاستحمام وتبديل الملابس الداخلية بشكل يومي، فمن الممكن أن تسهم هذه العوامل في إزالة كيس الشعر، أو منع إصابته بالعدوى.
أما عند حدوث العدوى والالتهاب فيحدث احمرار وتورّم في المنطقة، مع ألم شديد عند الجلوس أو عند لمس مكان الكيس، مع خروج مفرزات (دم وصديد) ذات رائحة كريهة جدًا من فتحة الناسور، وفي هذه الحالة تصبح المعالجة ضرورية.
ما المعالجات غير الجراحية العرضية لكيس الشعر؟
ينصح بالمحافظة على موضع كيس الشعر جافًا ونظيفًا بالإضافة إلى المنطقة المحيطة به، وإجراء مغاطس بالماء الدافئ التي قد تساعد على فتح الكيس وتصريف ما بداخله، ما يخفف الألم، كما يمكن تناول المسكنات في حال الشعور بالألم، أما بالنسبة للمضادات الحيوية فهي غير مفيدة في علاج كيس الشعر بحد ذاته، ولكن يمكن استخدامها عند وجود التهاب في النسيج الخلوي المحيط بكيس الشعر.
ما الإجراءات الجراحية الممكنة لعلاج كيس الشعر؟
- عملية شق وتفريغ الكيس مع إغلاق الجرح: في هذه الطريقة، يتم إحداث شق جراحي و تفريغ محتويات الكيس، ثم يتم إغلاق الجرح وخياطته كاملًا، ولكن هذه الطريقة تحتاج إلى غرفة عمليات مع تخدير عام وليس موضعيًا، كما أنها كثيرة المضاعفات، ومن أبرزها أنه من الصعب إزالة الكيس كاملًا.
- عملية شق وتفريغ الكيس مع خياطة حواف القطع إلى أسفل الكيس: في هذا الطريقة يتم إجراء شق في كيس الشعر وتفريغه من محتوياته، ثم تتم خياطة حواف الجرح إلى قعر الكيس، ومع أن هذه الإجراء العلاجي يعتبر عملية جراحية، فإنه يتم بمخدر موضعي وأحيانًا في عيادات خارجية دون الحاجة إلى غرفة عمليات في مستشفى، وتحتاج هذه الجراحة عادة إلى فترة قد تصل إلى ستة أسابيع أو أكثر ليحدث الشفاء التام.
- الاستئصال الجراحي الواسع لكيس الشعر: وتعد هذ الطريقة أفضل طرق العلاج إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي يصاب فيها الشخص بكيس الشعر، حيث يتم تفريغ محتويات الكيس وإزالة الشعر وبصيلات الشعر والتجاويف الممتدة من الكيس وأي جزء ملتهب من الجلد حول الجرح، ويُترك الجرح مفتوحًا ليسمح بشفائه من الداخل إلى الخارج، وهذا يقلل من نكس الإصابة، وتتم تعبئة المساحة المتبقية بالشاش الطبي، ومن إيجابيات هذه الطريقة أنه بالإمكان إجراؤها دون الحاجة إلى تخدير عام، بل إن التخدير الموضعي يفي عادة بالغرض، كما أن هذه الطريقة بسيطة ومباشرة وغير معقدة، أما سلبياتها القليلة فتشمل الحاجة إلى تبديل الشاش الموضوع على الجرح بشكل مستمر لفترة قد تصل إلى ثلاثة أسابيع، كما أن الجرح يستغرق فترة تستمر من ستة إلى عشرة أسابيع حتى يغلق تمامًا.
ما التعليمات الواجب على المريض اتباعها بعد العمل الجراحي؟
مثل أي نوع آخر من الجراحات، يجب عليك الانتباه جيدًا إلى تعليمات الطبيب قبل الجراحة وبعدها، وهذه بعض النصائح العامة:
- المحافظة على النظافة العامة.
- تغيير الضماد في الإجراءات الجراحية التي تتطلب ذلك.
- المحافظة على المنطقة نظيفة من الشعر.
- التنبه إلى أي علامات أو أعراض لحدوث التهاب أو عدوى (مثل: الاحمرار، الحكة، الألم، القيح)، وإخبار الطبيب بذلك.
- الالتزام بمواعيد المراجعات الطبية، وعدم إهمالها في فترة التعافي.
ما المضاعفات المحتمل حدوثها بعد العمل الجراحي؟
قد يترافق التدخل الجراحي مع عدد من المضاعفات، وهي على النحو الآتي:
- حدوث عدوى أو التهابات في منطقة الإجراء الجراحي، نتيجة عدم الاهتمام بتنظيف الجرح بعد العملية، وخصوصًا في حالة الجرح المفتوح، ويمكن أن تنتشر الالتهابات إلى مناطق أُخرى في الجسم.
- تطور الخراج وحدوث ناسور من جديد، وهذا ما يحدث في كثير من حالات علاج كيس الشعر، إذ تُقدر نسبة عودة ظهوره بين 40 إلى 50%.
- في حالات نادرة قد يتطور الأمر إلى حدوث نوع من أنواع سرطانات الجلد في الكيس.
أخيرًا نشير إلى إمكانية إزالة كيس الشعر بالليزر، ويتم ذلك عن طريق استعمال ألياف من الليزر مرونتها عالية، تدخل عن طريق فتحة من كيس الشعر الخارجي، حيث يعمل ضوء الليزر على إزالة الغشاء المبطن لقناة كيس الشعر بشكل محكم وحذر، ولكن نسبة نكس كيس الشعر مرة أخرى تكون أعلى إذا تمت إزالته بالليزر.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :