فلاحو ريف حمص الشمالي مخيّرون بين سرقة محاصيلهم أو دفع الإتاوات

  • 2020/06/28
  • 11:33 ص

أراضي زراعية في ريف حمص (سانا)

ريف حمص – عروة المنذر

رغم عودة أغلب الفلاحين إلى أراضيهم في ريف حمص الشمالي، واستقرارهم وعملهم فيها بعد عامين على “التسوية” وسيطرة النظام السوري على المنطقة، ارتفعت حوادث سرقة المحاصيل الزراعية في ريف حمص الشمالي بشكل كبير، ما سبب معاناة للفلاحين تُضاف إلى ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.

رصدت عنب بلدي، عبر تواصلها مع عدد من المزارعين في المنطقة، عمليات سرقة للمحاصيل والأدوات الزراعية بشكل شبه يومي، في حين تحولت دوريات الشرطة التي تجوب المزارع، إلى عالة على المزارعين، تطلب منهم الإتاوات بسبب أو دونه.

محاصيل وأدوات

اشتكى المزارع محمد سليمان، وهو أحد المزارعين في قرية الفرحانية، من أن “الوضع لم يعد يُحتمل” في ظل “استمرار السرقات”، لتطال “كل ما تصل إليه الأيدي من محاصيل وتجهيزات زراعية، بما فيها الغطاسات والمضخات”.

وقال المزارع لعنب بلدي، إن إخفاء المحاصيل الزراعية “غير ممكن”، بسبب مساحات الأراضي الواسعة “التي تحتاج إلى جيش لحراستها”، كما “يستحيل سحب الغطاس من البئر في كل يوم ووضعه داخل المنزل” منعًا لسرقته.

مزارع آخر من مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي (طلب عدم نشر اسمه لأسباب أمنية)، قال لعنب بلدي إنه خسر بسبب السرقات أكثر من 45 مضخة مياه، سعر الواحدة منها لا يقل عن 400 ألف ليرة سورية، إضافة إلى دونمات من محصول اليانسون وحبة البركة، الأمر الذي سبب له خسائر كبيرة.

دوريات للحراسة

تفاقم مشكلة سرقة المحاصيل الزراعية في ريف حمص الشمالي، دفع رابطة الفلاحين في المنطقة إلى تشكيل لجنة وعرض المشكلة على قائد الشرطة بالمنطقة، في محاولة لضبط السرقات.

وقال أحد أعضاء الرابطة لعنب بلدي (تحفظ على نشر اسمه لأسباب أمنية)، إن “الأعمال الزراعية مجهدة جدًا، إذ تجعل المزارعين عاجزين عن السهر لحماية مساحات شاسعة، ما دفع رابطة الفلاحين للذهاب إلى مدير المنطقة في الرستن لبحث الحلول، وطالبوا بتسيير دوريات في مزارع المنطقة”.

وقال عضو الرابطة، إن مدير المنطقة رد بأنه “من المستحيل تغطية المنطقة بالدوريات، لأن عدد العناصر بالكاد يكفي لثلاث دوريات”، إلا أنه اقترح نشر حواجز في المنطقة، وهو ما رفضه المزارعون بشكل قاطع، بسبب الإتاوات التي ستفرضها تلك الحواجز في حال نشرها.

وأضاف أن “مدير المنطقة قرر تسيير دوريتين في محيط المزارع، ليبدأ عناصر تلك الدوريات بطلب المال من المزارعين كرشاوى، ثم بدؤوا الدخول إلى المزارع وقطف كميات من ثمار الأشجار، ما دفع رابطة الفلاحين إلى طلب إلغاء الدوريات”.

من القمح إلى حبة البركة.. السارقون مستفيدون

يشكل العمل الزراعي الدخل الرئيس لجزء من سكان ريف حمص الشمالي، امتدادًا من سهل الحولة غربًا الى الأطراف الغربية لمدينة سلمية شرقًا، وتمتاز المنطقة بتربتها الخصبة الصالحة لأغلب الزراعات المروية.

وشهد الموسم الزراعي الحالي تحولًا عن زراعة القمح لمصلحة محصولي اليانسون وحبة البركة، فمع انقطاع مياه الري عن ريف حمص الشمالي، انتقلت زراعة القمح من المروية إلى البعلية، ما يعني اعتمادها بشكل كلي على الأمطار الموسمية.

محصول حبة البركة مثلًا يُعد للتصدير، كما يُستخدم في الصناعات الدوائية، لذلك أصبحت زراعته أفضل من زراعة القمح، الذي يخضع لتحديد سعره من قبل حكومة النظام.

أما دونم اليانسون، فمعدل إنتاجه 150 كيلوغرامًا، بسعر أربعة آلاف ليرة للكيلو، بحسب ما قاله مهندس زراعي من مدينة كفرلاها في سهل الحولة (تحفظ على نشر اسمه لأسباب أمنية) في لقاء سابق مع عنب بلدي.

نتيجة ذلك، استهدفت السرقات هذا المحصول خلال الموسم الحالي، بحسب المزارع محمد سليمان، الذي قال لعنب بلدي إنه “لم يسمع في حياته عن عصابة تحصد محصول اليانسون وتسرقه، إلا في العام الحالي”.

مقالات متعلقة

  1. الحواجز والدوريات تشلّ سوق المحاصيل في حمص
  2. تحت ضغط الإتاوات والليرة.. الموسم الزراعي بريف حمص يكسد
  3. زيتون حماة تحت رحمة ”شبيحة" النظام
  4. أزمة مياه الري تتحول إلى نقمة على مزارعي عزمارين بريف إدلب

مجتمع

المزيد من مجتمع