بعد “التلي” و”الأوزبكي”.. توتر بين “تحرير الشام” والقيادي “أبو العبد أشداء”
نفت “هيئة تحرير الشام” هجوم عناصرها على فصيل “تنسيقية الجهاد”، المرتبط بالقيادي السابق في الهيئة “أبو العبد أشداء”، والمنضوية ضمن غرفة عمليات “فاثبتوا”، إثر اتهام الأخير لها بذلك.
ونقلت شبكة “إباء” التابعة لـ “الهيئة”، السبت 27 من حزيران، عن المسؤول العسكري، “أبو علاء عندان”، أن الادعاء بالهجوم على القيادي في إدلب “غير صحيح”.
وقال إنه أجرى زيارة إلى حيث تتواجد نقاط “تنسيقية الجهاد”، والتقى بعناصرها، وأكدوا له النأي بأنفسهم ورفضهم لقتال “المجاهدين” في الشمال السوري، بحسب تعبيره.
وخلال الزيارة لنقاط الفصيل قال عندان إن “الهيئة” اتفقت مع مقاتلي “التنسيقية” على خطة تدشيم لمحورهم، تتضمن نزول معدات هندسية للتحصين.
ويشترط “أبو العبد” أن يكون بغرفة عمليات لوحده في المحور دون الاشتراك مع الفصائل الأخرى، أو يترك ويغادر مع عناصره الجبهات في حال لم تنفذ شروطه، حسب عندان.
وفسر عندان هذا الشرط بأن القيادي يريد استخدامه لسحب المقاتلين من الجبهات وقتال الفصائل الأخرى.
وبحسب ما نقلت “إباء”، فإن عندان أكد أن غرفة عمليات “الفتح المبين” (التي تضم تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير المدعومة تركيًا) ستتكفل بشؤون مقاتلي الفصيل العسكرية والإدارية، في حال أرادوا البقاء في نقاط تمركزهم.
وكان القيادي نشر، عبر معرفاته الإلكترونية، اليوم، أن مقاتلي “تنسيقية الجهاد” عادوا إلى نقاط تمركزهم، بسبب مهاجمة أرتال من “الهيئة” لهم، استكمالًا منها للمعركة الأخيرة التي شنتها ضد الفصائل.
وبدأ التصعيد العسكري بين “تحرير الشام” ومجموعات جهادية في إدلب، بعد نشر جماعات جهادية ضمن غرفة “فاثبتوا” حواجز على طرقات إدلب، لتتطور الأحداث إلى اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة مع الهيئة، بحسب مراسلي عنب بلدي في المنطقة.
ويأتي ذلك بعد اعتقال القيادي السابق في “الهيئة”، جمال زينية، الملقب بـ”أبو مالك التلي”، والذي انضم إلى صفوف الغرفة، إلى جانب اعتقال القيادي في “جبهة أنصار الدين” أبو صلاح الأوزبكي.
وتضم غرفة “فاثبتوا” كلًا من تنظيم “حراس الدين” و”جبهة أنصار الدين”، و”جبهة أنصار الإسلام”، و”تنسيقية الجهاد” بقيادة القيادي السابق في “الهيئة”، “أبو العبد أشداء”، و”لواء المقاتلين الأنصار” بقيادة القيادي السابق في “الهيئة” أبو مالك التلي.
واستمرت الاشتباكات بين الطرفين لأيام، لتنتهي بتوقيع ثلاث اتفاقات بمناطق مختلفة، في 25 من حزيران.
الاتفاق الأول كان في منطقة عرب سعيد وسهل الروج غربي إدلب، ونص على وقف إطلاق النار بين الطرفين في هاتين المنطقتين، ورفع الحواجز والاستنفار، على أن يبقى أبناء قرية عرب سعيد بسلاحهم الشخصي، ويخرج من أراد الخروج منها بسلاحه الشخصي أيضًا.
كما يُحال بعض العناصر المدعى عليهم من الطرفين إلى فصيل “الحزب الإسلامي التركستاني” للنظر في أمرهم قضائيًا.
إضافة إلى إغلاق مقر تنظيم “حراس الدين”، أحد فصائل غرفة عمليات “فاثبتوا”، في عرب سعيد، وتعهد الأخير بعدم نشر أي حواجز في المنطقة.
الاتفاق الثاني في مناطق الحمامة واليعقوبية والجديدة غربي إدلب أيضًا، وتضمن إخلاء فوريًا لمقرات “حراس الدين” باستثناء مقر واحد، ومنع نشر الحواجز إلا من قبل إدارة المعابر، والإفراج عن أحد العناصر، وإحالة بعضهم إلى القضاء.
الاتفاق الثالث شمل مناطق حارم وأرمناز والشيخ بحر وكوكو شمالي إدلب، وكان نصه مشابهًا للاتفاق الثاني.
وخلال السنوات الماضية، اتخذت “الهيئة” عدة خطوات لعزل “التيار المتشدد” الذي بدوره استقطب مجموعات وفصائل “جهادية” ضمن تشكيل غرفة عمليات واحدة، الأمر الذي قد يسبب إرباكًا لـ ”الهيئة” في المرحلة المقبلة.
ويأتي ذلك في ظل محاولة “الهيئة” إثبات اعتدالها، والتحول إلى خطاب وسياسة جديدة تقوم على المصالح، وتؤمّن البقاء على المدى الطويل، والابتعاد والتخلي عن الأيديولوجيا التي ارتبطت بـ“التشدد”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :