ظهر تنظيم “الدولة الإسلامية” خلال الأيام الماضية، بشكل مفاجئ في ريف حلب الشمالي عبر عمليات طالت حتى الجيش التركي، صاحب النفوذ العسكري في المنطقة.
أحدث عمليات التنظيم وقعت في 25 من حزيران الحالي، إذ تبنى قتل أحد العاملين مع “المجلس المحلي” في مدينة الباب بريف حلب، أحمد الطالب.
ويشغل الطالب منصب “نقيب المكاتب العقارية” المرتبطة بـ”المجلس المحلي” لمدينة الباب التابع لـ”الحكومة السورية المؤقتة”، المدعومة تركيًا.
سبق هذه العملية بيومين، اغتيال التنظيم العقيد في “الجيش الوطني السوري”، محمد عدنان بكار، في قرية كفرغان شرقي مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي.
وقال التنظيم في بيان له، بحسب “أعماق”، إن عناصر التنظيم استهدفوا ضابطًا في “صحوات الردة” بريف أعزاز بسلاح مسدس، ما أدى لمقتله.
والعقيد بكار حاصل على شهادة الدكتوراه في هندسة الطيران، وهو من أوائل الضباط المنشقين عن جيش النظام عام 2011.
واعتبر “الائتلاف المعارض” أن “عملية الاغتيال وقعت في ظل ملابسات لا بد من أن يتم التحقيق فيها، حتى تتكشف كامل تفاصيلها لمعرفة كيفية وصول الفاعلين إلى المكان وتنفيذهم لجريمتهم، وملاحقتهم والقبض عليهم وعلى من يقف خلفهم”.
وبعد اغتيال بكار أعلن التنظيم استهداف مدرعة للجيش التركي، في 23 من حزيران الحالي، على الطريق الرابط بين مدينتي الراعي والباب، بتفجير بعبوة ناسفة ما أدى إلى إعطابها وإصابة عدد من العناصر.
ولم يصدر أي بيان من قبل تركيا يؤيد أو ينفي ما أعلنه التنظيم، كما حاولت عنب بلدي التواصل مع “الجيش الوطني”، لكن لم تلق ردًا حتى ساعة إعداد التقرير.
ويأتي ظهور التنظيم في ريف حلب استكمالًا لنشاطه المتصاعد منذ مطلع العام الحالي في محافظتي الحسكة ودير الزور والبادية السورية، حيث يستهدف في هذه المناطق بشكل شبه يومي قوات النظام السوري و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والتحالف الدولي.
واستعاد التنظيم نشاطه على الرغم من فقدانه السيطرة على الأرض، خاصة في سوريا والعراق، منذ مطلع 2019، وزاد من ذلك بعد مقتل زعيمه “أبو بكر البغدادي”، والمتحدث السابق باسمه “أبو حسن المهاجر” في سوريا، في تشرين الأول 2019.
وكان المتحدث الجديد باسم التنظيم، “أبو حمزة القرشي”، هدد في 29 من أيار في كلمة هي الثانية له مذ مقتل “البغدادي”، بحرب وصفها بـ”طويلة الأمد” في سوريا ودول أخرى ينشط فيها حاليًا.