سابقة تاريخية.. هل تتحول واشنطن العاصمة للولاية 52 في أمريكا

أقر مجلس النواب الأميركي في تصويت تاريخي أمس، الجمعة 26 من حزيران، قانونًا ينص على تحويل العاصمة الأمريكية، واشنطن دي سي، إلى ولاية في سابقة رحب بها الديموقراطيون.

ونقلت وكالة “فرانس برس” اليوم، السبت 27 من حزيران، قول رئيسة مجلس النواب الأمريكي، الديموقراطية، نانسي بيلوسي، إن الهدف من جعل واشنطن ولاية، هو إثبات لاحترامهم الديمقراطية.

وأضافت بيلوسي، “منذ أكثر من قرنين حُرم سكان العاصمة واشنطن من حقوقهم الكاملة في المشاركة في ديموقراطيتنا”، رغم دفعهم الضرائب وخدمتهم في الجيش.

وأقر القانون بما مجموعه 232 صوتًا مقابل 180 آخرين، بدعم من الديموقراطيين، وهي المرة الأولى في التاريخ الأميركي التي يتبنى فيها الكونجرس الأميركي نصًا من هذا النوع، والمرة الأولى منذ 1993 التي يجري فيها التصويت على وضع واشنطن.

ولكن القانون الذي يهدف إلى منح سكان العاصمة حقوق تصويت متساوية مع بقية الأميركيين قد لا يمر في مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه معارضوه من الجمهوريون بشكل كبير.

وذكرت “فرانس برس” أنه وحتى إذا وافق عليه مجلس الشيوخ، سيعطله الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي يرى أن الجمهوريين ليسوا على هذه الدرجة من “الغباء” لتبنيه.

ويلمح ترامب بذلك إلى الرهان السياسي الأساسي لهذا النص، والذي يقضي بانتخاب عضوين في مجلس الشيوخ لتمثيل الولاية، ما يمكن أن يغير آليات السلطة في الكونجرس.

من جهته، كتب المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية والمنافس لترامب، جو بايدن، عبر صفحته في “تويتر” في 26 من حزيران الحالي، أن “دي سي (ديستريكت كولومبيا) يجب أن تكون ولاية”.

DC should be a state. Pass it on. https://t.co/xUJ1sud76f

— Joe Biden (@JoeBiden) June 25, 2020

ووضعت بيلوسي والعديد من النواب الديموقراطيين الآخرين للمناسبة قناعًا صحيًا أسود اللون كتب عليه الرقم 51، لأن التصويت يهدف إلى جعل واشنطن الولاية الحادية والخمسين، بحسب الوكالة.

بدوره اعتبر النائب الجمهوري مو بروكس، أن جهود تحويل واشنطن إلى ولاية هي محاولة من الديموقراطيين لضمان كسب “عضوين اثنين آخرين يساريين في مجلس الشيوخ”.

وخلال المناقشات في مجلس النواب، قال الجمهوري، جودي هايس، إن الأمر يتعلق “فعليًا بمحاولة الحصول على مقعدين للديموقراطيين في مجلس الشيوخ”.

خياران للكونجرس الأمريكي

قالت ممثلة واشنطن الوحيدة في مجلس النواب الأمريكي، إليانور هولمز نورتون، إن “أمام الكونغرس أحد خيارين، إما الاستمرار في ممارسة سلطة استبدادية غير ديموقراطية على 750 ألف شخص” هم سكان واشنطن،”أو الوفاء بعهد هذه الأمة ومُثُلها” عبر التصويت لصالح القانون.

لكن نورتون لايحق لها التصويت في المجلس لتمتعها بصفة مراقبة، ونقص التمثيل هذا الذي يشكل لب الجدل، مدون على لوحات تسجيل السيارات في واشنطن بعبارة “ضرائب بلا تمثيل”، وهو شعار يعود إلى حقبة الاستعمار البريطاني.

وعند إنشاء الولايات المتحدة في القرن 18 رغب الآباء المؤسسون في أن يكون مقر الحكومة الفدرالية خارج الولايات الـ 13 الأولى لتجنب النزاعات.

لذلك نص الدستور على إنشاء “مقاطعة” في عام 1790، ملحقة بشكل مباشر بالسلطة المركزية.

واشنطن دي سي العاصمة وواشنطن الولاية

يعيش أكثر من 705 آلاف أميركي في “منطقة كولومبيا” الإدارية التي تعد معقلًا للديموقراطيين ويفوق عدد سكانها إجمالي عدد سكان ولايتي وايومنغ وفيرمونت مجتمعتين.

ويوجد في الولايات المتحدة الأمريكية فرق بين ولاية واشنطن الواقعة أقصى غربي البلاد في قطاع كولمبيا، وتبلغ مساحتها نحو 184.827 كيلومترًا مربعًا.

بينما واشنطن “دي سي” تعتبر عاصمة للولايات المتحدة، ولا تنتمي لأي ولاية، وتقع في المنطقة الفيدرالية شرقي البلاد، وتبلغ مساحتها  177.0 كيلومترًا مربعًا ما بين (الأرض والمياه).

وقالت بيلوسي في 25 من حزيران، “إنهم (الجمهوريون) يقولون إن المدينة تضم عددًا مفرطًا من السود والديموقراطيين”، ويشكل السود نحو 45% من سكان واشنطن دي سي.

وقدم الاقتراع باسم “واشنطن دوغلاس كومونولث”، لتجمع بين اسمي أول رئيس للولايات المتحدة، جورج واشنطن، وفريديريك دوغلاس وهو أسود وكان من أهم دعاة إلغاء العبودية.

وكان تعديل دستوري، أقر في مجلس النواب 1977، نص على تمثيل سكان واشنطن في الكونجرس، لكن مجلس الشيوخ لم يصادق عليه.

وكانت ألاسكا وهاواي آخر ولايتين انضمتا إلى الاتحاد بفارق سبعة أشهر بينهما في عام 1959، لتصبحان الولاية 49 و50 على التوالي، بحسب “رويترز“.