أثار مقتل الصحفي ثائر العجلاني وقعًا صادمًا في نفوس الموالين لنظام الأسد، ونعته عدة وسائل إعلامية سورية ولبنانية، بعد عشرات التقارير من دمشق وريفها وعد فيها جمهوره بالانتصار المحتم على “الإرهابيين”، قبل أن ترديه قذائف مقاتلي جوبر.
هلّل لقصف جوبر قبل مقتله
“صَليات صاروخية ينفذها الجَيش السوري الآن تجاه مواقع فيلق الرحمن شَرق العاصمة دمشق”، كان آخر ماكتبه العجلاني في صفحته الشخصية عبر الفيسبوك فجر اليوم، محتفلًا بنحو 15 صاروخًا أرض- أرض، حمل بعضها مواد سامة أوقعت إصابات بالاختناق والإقياء بين مدنيي الحي الخاضع للمعارضة المسلحة شرقي دمشق.
فيلق الرحمن، العامل في جوبر والغوطة الشرقية، رد بدوره على مواقع قوات الأسد على أطراف الحي، ما أدى إلى مقتل ضابطين وصف ضابط والصحفي “الحربي” ثائر العجلاني في حدود الساعة التاسعة صباح اليوم.
عمل ثائر العجلاني مراسلًا حربيًا لإذاعة شام إف إم ومديرًا للمركز الإعلامي للدفاع الوطني ومراسلًا منتدبًا لقناة LBC اللبنانية ومواقع موالية للنظام، وكان له حضور بارز خلال معارك القلمون، العام الماضي، رافق خلالها قناة المنار التي نعته أيضًا.
من هو العجلاني؟
لم يكن الشاب مجرد مراسل موالٍ للأسد، فدللت صفحته الشخصية على مدى الشهرة الواسعة التي حققها في صفوف الموالين معتبرين إياه مصدرًا رئيسيًا للمعلومات، في ظل التعتيم الإعلامي الذي ينتهجه الإعلام الرسمي.
وينتمي ثائر العجلاني إلى أسرة دمشقية عريقة اعتبرتها المراجع التاريخية أبرز الأسر الحسينية “الفاطمية” في دمشق، وتنتهي شجرتها إلى الحسين بن علي، كما أنه الابن الأكبر للكاتب شمس الدين العجلاني، عضو اتحاد الصحفيين السوريين، ومدير المكتب الصحفي في مجلس الشعب سابقًا، إضافة إلى انتمائه إلى حزب البعث الحاكم.
والدته هي المهندسة هدى أحمد الحمصي، سفيرة نظام الأسد في اليونان، قبل طردها وإغلاق السفارة أواخر عام 2012، ثم تعيينها شباط 2013 في وزارة النفط والثروة المعدنية.
عرف عن الحمصي ولاءها لنظام الأسد وعضويتها في حزب البعث، كما شغلت منصب عضو في مجلس الشعب السوري قبل تعيينها سفيرة لبلادها في اليونان عام 2009.
هذه المعطيات جعلت من العجلاني مراسلًا مرموقًا وصحفيًا نشيطًا يرافق قوات الأسد في المعارك، احتفى بتشكيل قوات الدفاع الشعبي (قادش) قبل عام ورافقها وسوّق لها إعلاميًا، حلم بـ “ليل هادئ” في دمشق تُعكر صفوه جوبر.