لا تزال مدينة الزبداني تواجه هجومًا ينفذه مقاتلو حزب الله اللبناني بمؤازرة قوات الأسد منذ مطلع تموز، لكن تصعيدًا لـ “جيش الفتح” في محيط بلدتي كفريا والفوعة المواليتين في الشمال، إضافة إلى الصواريخ التي سقطت قرب القرداحة مسقط رأس الأسد، فتح باب الاحتمالات حول هدنة من شأنها إيقاف العمل العسكري في محيط الزبداني.
25 قتيلًا للحزب في أقل من شهر
وبعد 23 يومًا على المعارك لم تتقدم القوات المهاجمة سوى بضعة أمتار على محاور المدينة والسهل، بينما حافظت المعارضة على مواقعها رغم الاستنزاف البشري الذي اعترفت به وكم القصف الهائل الذي تعرضت له المدينة، والذي فاق ألف برميل إضافة إلى الصواريخ والقذائف.
خسائر حزب الله ارتفعت إلى 25 قتيلًا على الأقل، وسط أنباء عن تكتم تفرضه الآلة الإعلامية في ظل خلافات داخلية بين أركانه. ويضاف العدد إلى ضابطين إيرانيين ونحو 50 قتيلًا من جنود الأسد وضباطه، لكن هذه الأرقام تبقى غير دقيقة في ظل استمرار المواجهات.
“أحرار الشام” مفاوض رئيس
وأصدر المجلس المحلي في الزبداني بيانًا، الجمعة 24 تموز، أعلن فيه تفويض الجناح السياسي في حركة أحرار الشام الإسلامية من أجل التفاوض عن المدنيين والفصائل المقاتلة على الأرض.
واستنكر البيان، عجز الأمم المتحدة عن وقف الإبادة الجماعية بالأسلحة المحرمة بحق أهالي الزبداني، مطالبًا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا بتوضيح دور الأمم في مكافأة النظام على سياسة الحصار والتجويع والقصف بالأسلحة المحرمة.
وأكدت مصادر لعنب بلدي أن مفاوضات جرت السبت 25 تموز بين الإيرانيين ومفاوضين من المكتب السياسي لحركة أحرار الشام، تمحورت حول اتفاق يقضي بانسحاب حزب الله من الزبداني مقابل إيقاف استهداف كفريا والفوعة.
القرداحة إلى جانب كفريا والفوعة
وعملت فصائل جيش الفتح على تطبيق معادلة “كفريا والفوعة مقابل الزبداني”، فأمطرت القريتين المواليتين شمال إدلب بمئات القذائف محلية الصنع والصواريخ التي أدت إلى حرائق كبيرة أضاءت ليل ريف إدلب خلال الأيام القليلة الماضية.
وتنتهج المعارضة في إدلب سياسة الحصار والتمهيد المدفعي، معلنة أن مصير البلدتين مرتبط بالزبداني، ولن يتوقف الهجوم عليهما إلا إذا انسحب حزب الله والأسد من محيط المدينة الواقعة غرب دمشق.
من جهة أخرى، أعلنت عدة فصائل معارضة، أبرزها حركة أحرار الشام وجبهة النصرة والفرقة الأولى ساحلية، إطلاق معارك في ريف اللاذقية الشمالي، تهدف إلى السيطرة على مواقع قوات الأسد في جبل التركمان والتخفيف عن أهالي الزبداني.
المعارك التي بدأت ليلة السبت 25 تموز، تخللها قصف استهدف مدينة القرداحة (مسقط رأس الأسد) بـ 6 صواريخ أرض- أرض، بحسب صفحة “جريدة القرداحة عرين الأسود” مرفقة الخبر بصور تظهر احتراق الأحراج في محيط المدينة.
وبعيد القصف، اعتبر عبد الله المحيسني، الداعية السعودي المقرب من جبهة النصرة، الاستهداف ردًا على “الإبادة” التي تتعرض لها مدينة الزبداني، مضيفًا عبر حسابه في تويتر “بسم الله رب القرداحة، الآن جاء دور القرداحة”، وتابع “الزبداني تباد، فكان رد المجاهدين الفوعة تحترق، والآن القرداحة تشتعل، والقادم أدهى وأمرّ”.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أبدى قلقه على المدنيين في مناطق النزاع في ريف إدلب وفي الزبداني، في بيان صدر عن مكتب الأمين الأمم المتحدة في جنيف بتاريخ 22 تموز، دون خطوات فعلية لإيقاف المعارك في الجانبين.