دعا الشرعي العام لـ”جبهة النصرة” سابقًا والقيادي في تنظيم “حراس الدين” الموجود في الشمال السوري، سامي العريدي، “هيئة تحرير الشام” إلى “مناظرة شرعية”، على إثر الخلاف بين الطرفين خلال الأيام الماضية.
وقال العريدي، بحسب المكتب الإعلامي لـ”حراس الدين” عبر “تلجرام”، الأربعاء 24 من حزيران، “بعد رفض قيادة (هيئة تحرير الشام) الجلوس للقضاء الشرعي مع غرفة عمليات (فاثبتوا)، فإني أدعوهم لوقف قتالهم والجلوس لمناظرة شرعية أمام المسلمين بين الشرعيين من الطرفين”.
وأضاف العريدي أن المناظرة هي من أجل “بيان الحق الذي يسفكون الدماء المعصومة من أجله”.
وكان فريق التواصل التابع للخارجية الأمريكية نشر، عبر حسابه في “توتير”، في أيلول 2019، أن جائزة نقدية تصل إلى خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود لتشخيص ثلاثة من قادة جماعة “حراس الدين” التابع لتنظيم “القاعدة” في سوريا، من بينهم العريدي.
وجاء ذلك في ظل تصاعد وتيرة الاشتباكات بين “هيئة تحرير الشام” والفصائل “الجهادية” المنضوية ضمن غرفة عمليات “فاثبتوا”، في ريف إدلب الغربي وسقوط قتلى بين الطرفين.
وتبادل الطرفان الاتهامات، خلال الأيام الماضية، عقب اعتقال “الهيئة” قياديين في الغرفة، أبرزهم “أبو صلاح الأوزبكي” و”أبو مالك التلي”.
وتضم غرفة “فاثبتوا” كلًا من تنظيم “حراس الدين” و”جبهة أنصار الدين”، و”جبهة أنصار الإسلام”، و”تنسيقية الجهاد” بقيادة القيادي السابق في “الهيئة”، “أبو العبد أشداء”، و”لواء المقاتلين الأنصار” بقيادة القيادي السابق في “الهيئة”، “أبو مالك التلي”.
من جهته، دعا القائد السابق لـ”هيئة تحرير الشام”، هاشم الشيخ أبو جابر، الطرفين إلى إيقاف القتال، والجلوس معًا.
وقال الشيخ، عبر قناته في “تلجرام”، “بعيدًا عن الاتهامات والتصنيفات (…) نصيحتي للجميع وخصوصًا الجنود قبل القادة، ماذا حصدنا من تجارب الاقتتالات السابقة حتى نحصد من غيرها؟”.
كما أطلق بعض علماء ومشايخ إدلب دعوة للصلح بين الطرفين، واعتبروا أن “الساحة لم تعد تحتمل مزيدًا من التشرذم والدماء”، داعين جميع الأطراف المتنازعة إلى وقف القتال فورًا، و”الانقياد لشرع الله”.
من جهتها، وافقت غرفة “فاثبتوا” على وقف إطلاق النار والتحاكم الشرعي.
وخلال السنوات الماضية، اتخذت “الهيئة” عدة خطوات لعزل “التيار المتشدد” الذي بدوره استقطب مجموعات وفصائل “جهادية” ضمن تشكيل غرفة عمليات واحدة، الأمر الذي قد يسبب إرباكًا لـ”الهيئة” في المرحلة المقبلة.
ويأتي ذلك في ظل محاولة “الهيئة” إثبات اعتدالها، والتحول إلى خطاب وسياسة جديدة تقوم على المصالح، وتؤمّن البقاء على المدى الطويل، والابتعاد والتخلي عن الأيديولوجيا التي ارتبطت بـ “التشدد”.
–