تل حلف السورية التي أنهكتها التفجيرات كما أنهكت الحرب العالمية آثارها
قريبًا من نهر الخابور ومحيطة بتل حلف الأثري تتربع بلدة تل حلف، غرب مدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي.
لم يكن الاسم معروفًا لدى كثير من السوريين للبلدة المجاورة للحدود السورية- التركية حتى سيطرة الجيش التركي مدعومًا بـ”الجيش الوطني السوري”، منتصف تشرين الأول 2019 على القرية، خلال عملية “نبع السلام”.
انتهت المعارك بتوقيع اتفاق روسي- تركي، لكن الانفجارات التي حصدت أرواح المدنيين، إضافة لعناصر “الشرطة” والجيش التركي لم تتوقف.
انفجار تلو آخر يترك آثاره في البلدة، كحال آثارها التي تعرضت لأضرار أو دمرت خلال الحرب العالمية الثانية، فيما أنقذ 80 مترًا مكعبًا من شظايا المنحوتات والتماثيل البازلتية وتخزينها، نقلت إلى متحف خاص في العاصمة الألمانية برلين.
وكان مشروع بدأ عام 2001 لترميم وإعادة إعمار العديد من التحف التالفة في ألمانيا.
لكن بلدة تل حلف وسكانها البالغ عددهم نحو تسعة آلاف و700 نسمة في العام 2011 حسب القرار 1378 بتاريخ 23 من آب 2011، لم يتمكنوا من البقاء بعيدًا عن أصوات المعارك لاستكمال المشروع.
أربعة تفجيرات ضربتها منذ تشرين الأول 2019
أول التفجيرات ضربت وسط سوق المدينة، في 26 من تشرين الثاني 2019، وكان عبر سيارة مفخخة قتل نتيجته 17 مدنيًا وأصيب أكثر من 20 آخرين، إضافة لحرائق في السيارات المتواجدة في المكان.
وفي 19 كانون الأول 2019، قتل خمسة مدنيين بينهم ثلاثة آطفال نتيجة انفجار سيارة مفخخة وسط البلدة، اتهمت وزارة الدفاع التركية “وحدات الحماية” (الكردية) بالوقوف خلفه.
لم يكن المدنيون فقط مستهدفين في التفجيرات، إذ قتل ثلاثة من عناصر “الشرطة الحرة” وجرح عدة مدنيون، بانفجار سيارة مفخخة على حاجز البلدية، في 12 آذار 2020.
والتفجير الأخير كان أمس، الثلاثاء 23 من حزيران، إذ قتل خمسة مدنيين وأصيب 12 آخرون، بانفجار سيارة مفخخة وسط تجمع للمحال التجارية قرب دوار البلدة.
وتتبادل تركيا و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، التي كانت تسيطر على المنطقة، الاتهامات حول الوقوف وراء هذه التفجيرات.
ونشرت عنب بلدي تحقيقًا، في 8 من كانون الأول 2019، سلط الضوء على هذه التفجيرات التي شملت مناطق في كل من الرقة، والحسكة، وحلب، والقامشلي، وأودت بحياة قرابة 70 مدنيًا وأدت إلى إصابة نحو 100 شخص بالإضافة إلى وقوع أضرار مادية في ممتلكات المواطنين.
وكشف التحقيق عن أن التفجيرات أثّرت بشكل سلبي على عدد من ساكني تلك المناطق، حيث باتت تحد من حرية تحركهم خوفًا من التعرض لأذى في حال وقوع تفجير بالقرب منهم.
https://enabbaladi.net/archives/347825
بداية الكشف عن تاريخ البلدة الأثري
اكتشف موقع البلدة الأثري في أثناء مسح المنطقة لبناء سكة حديد بغداد عام 1899، خلال فترة “الخلافة العثمانية”، على يد الدبلوماسي الألماني ماكس فون أوبنهايم، وكانت تلك أولى حملات التنقيب.
الحملة الثانية والثالثة أيضًا على يد أوبنهايم بين عامي 1911 و1913، والعام 1929، نقل بعدها الكثير من اللقى الأثرية التي عثر عليها إلى برلين.
لكن خلال الحرب العالمية الثانية تعرضت العديد من التحف للأضرار أو دمرت، وأنقذ 80 مترًا مكعبًا من شظايا المنحوتات والتماثيل البازلتية الضخمة وتخزينها بعيدًا في متحف بيرغامون.
والحملة الأخيرة كانت في العام 2006، بشراكة سورية- ألمانية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :