طالبت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الدول المعنية، بمساعدة رعاياها العالقين في مخيمات النزوح المكتظة، مثل مخيم “الهول” ومخيم “روج” في شمال شرقي سوريا.
ودعت المفوضية، في بيان، الدول إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإعادة رعاياها إلى بلدانهم في ظل القيود المفروضة على الوصول إلى المساعدات الإنسانية، مع انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وأوضحت رئيسة المفوضية، ميشيل باشيليت، أن من يُطلق عليهم “رعايا الدول الثالثة” عالقون في مخيمات النزوح، ومعظمهم من النساء والأطفال، حيث نُقل الأغلبية إلى تلك المخيمات عام 2019، بعد هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” في آخر معاقله بدير الزور، بينما ظل آلاف آخرون عالقين في مخيم “الهول” منذ عام 2016.
وقالت باشيليت، “عندما يعود الناس إلى ديارهم، يمكن للدول أن تمضي قدمًا في إجراءات إعادة التأهيل وإعادة الإدماج، والتحقيق، والمحاكمة إذا لزم الأمر (…) ومحاكمة أولئك الذين توجد ضدهم أدلة كافية على السلوك الإجرامي”.
وكانت دول عدة أعلنت، خلال الفترة الماضية، عن استعادة رعاياها من مخيمات اللاجئين في شمال شرقي سوريا، وآخرها إعلان السلطات الفرنسية، أمس الاثنين، عن استعادة عشرة أطفال كانوا يقطنون في مخيمات شمال شرقي سوريا، التي تشرف عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
ويعتبر فصل الأطفال عن أمهاتهم الموجودات في نفس المخيم، أبرز العقبات القانونية التي تمنع هؤلاء الأطفال من العودة إلى دولهم، لتناقضه مع القانون الإنساني الدولي، بينما رفضت كثير من الدول قطعيًا استعادة المحتجزين، للاشتباه بانتمائهم إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ويعيش نحو 90 ألف سوري وعراقي ورعايا دول ثالثة، يُزعم بوجود روابط أسرية لهم مع تنظيم “الدولة”، في مخيمات النزوح المكتظة، بينما لا يزال نحو 85 ألف طفل من أكثر من 60 دولة محتجزين في مخيمات تحت سيطرة “الإدارة الذاتية”، ثمانية آلاف منهم من رعايا دول ثالثة، وفقًا لمفوضية حقوق الإنسان.
ويقدّر عدد سكان مخيم “الهول” بنحو 70 ألفًا، معظمهم من النازحين ومن عائلات المقاتلين في تنظيم “الدولة”، بينهم نحو ثلاثة آلاف و500 طفل لا يملكون وثائق ولادة.
وتتهم الأمم المتحدة “الإدارة الذاتية”، التي تدير أوضاع المخيم، باحتجاز السكان فيه، خاصة عوائل المقاتلين الأجانب الذين ترفض بلدانهم استردادهم، وتصف الأوضاع الإنسانية داخله بـ“المروعة”.
وكانت “مجموعة الأزمات الدولية” حذرت من انتشار فيروس “كورونا” في مخيمي “الهول” و”روج” للاجئين، في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” بريف الحسكة.
وذكرت المجموعة في تقرير لها أنه “إذا أصاب الفيروس أماكن مثل الهول، فإننا نخاطر بأن نكون في وضع سنراقب فيه الناس يموتون”.
–