ألمانيا: اعتقال طبيب سوري متهم بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”
أعلنت السلطات الألمانية اليوم، الاثنين 22 من حزيران، اعتقال الطبيب السوري “علاء م.” في مدينة هيس (Hesse) وسط ألمانيا، بعد اتهامه بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” في أثناء عمله في المخابرات العسكرية السورية بمدينة حمص وسط سوريا، وتعذيبه شخصين على الأقل.
وأصدر مكتب المدعي العام الاتحادي في ألمانيا مذكرة اعتقال بحق “علاء م.” من المحكمة الاتحادية العليا، في 19 من حزيران الحالي، قبل أن يُقبض عليه من قبل مسؤولي مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية في مدينة هيس.
وفي اليوم التالي، السبت 20 من حزيران، مثل المتهم “علاء م.” أمام قاضي التحقيق في محكمة العدل الاتحادية العليا، الذي فتح أمر الاعتقال وأمر بتنفيذ الحبس الاحتياطي.
وورد في أمر توقيف الطبيب، أنه في نهاية نيسان 2011، بدأت قوات النظام السوري باستخدام “القوة الوحشية” لقمع جميع أشكال الحراك المناهض لسياسة النظام، ولعبت المخابرات السورية حينها دورًا أساسيًا في ذلك، وكان الهدف وقف الحركة الاحتجاجية بمساعدة من المخابرات في أسرع وقت ممكن وتخويف السكان.
ولهذه الغاية، ألقي القبض على شخصيات معارضة واحتُجزوا وعُذبوا وقُتلوا في جميع أنحاء سوريا، بحسب بيان أمر التوقيف.
وعمل “علاء م.” طبيبًا في سجن للمخابرات العسكرية بمدينة حمص عام 2011، في الفترة من 23 من تشرين الأول إلى 16 من تشرين الثاني 2011، وفي تلك الفترة، تعرض أحد المعتقلين المحتجز لمشاركته في مظاهرة (يدعى محمود من مدينة حمص)، لجلسة تعذيب، ثم أُصيب بنوبة صرع، وطلب أحد زملائه المعتقلين من أحد الحراس إبلاغ الطبيب، وبعد وصوله قام “علاء” بضرب المعتقل بأنبوب بلاستيكي، واستمر في ضربه وركله على رأسه.
وفي اليوم التالي من تلك الواقعة، تدهورت صحة المحتجز، فطلب أحد المعتقلين الرعاية الطبية، وبدلًا من علاجه عاد “علاء م.” هذه المرة برفقة طبيب آخر من السجن، وضربا المحتجز المصاب بنوبة صرع بأنبوب بلاستيكي، ولم يعد يستطيع المشي، حتى فقد وعيه، ثم وضع عدة حراس المحتجز المصاب في بطانية ونقلوه بعيدًا حتى موته.
وأشار بيان أمر التوقيف إلى أن سبب موت المحتجز إلى الآن غير واضح.
وتشتبه النيابة العامة الألمانية بأن الطبيب قد صب الكحول على الأعضاء التناسلية لمعتقل آخر ثم أشعل النار فيها، بحسب شهادة طبيبين سابقين في المشفى العسكري.
وغادر المتهم “علاء” سوريا في منتصف عام 2015، ودخل ألمانيا لممارسة الطب فيها.
وقال الناشط الحقوقي السوري أنور البني، في منشور عبر صفحته في “فيس بوك”، إن “المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية” أسهم بجمع شهادات الشهود على ارتكاب المتهم “علاء” تلك الجرائم وتقديمها للمدعي العام الألماني، مؤكدًا أن “العدالة ستلاحق المجرمين أينما كانوا، ولا إفلات من العقاب للمجرمين ضد الإنسانية”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :