جدل في إدلب حيال تقديم امتحانات الشهادتين في حماة
عنب بلدي – إدلب
بالعدة الصحية وبعيادة متنقلة تابعة لوزارة الصحة، التقطت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) صورة الموظفين الحكوميين، وهم بانتظار طلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوية عند معبر بلدة الترنبة غرب مدينة سراقب. انتظار طال دون وصول القادمين، الذين كانوا عالقين في موجة الجدل بمحافظة إدلب منذ منتصف حزيران الحالي.
لم يجد أسامة سعود، طالب المرحلة الثانوية، في الدعوة إلى الانتقال نحو مناطق النظام لتقديم الامتحانات ما يجذبه، وقال لعنب بلدي، إن وجود أخيه في زنازين النظام السوري يمنعه من التفكير بالعبور، إضافة إلى خوفه من نقل فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) المنتشر في مناطق سيطرة النظام إلى أهله وجيرانه في إدلب.
ومنع الجهاز الأمني التابع لـ”هيئة تحرير الشام”، في 19 من حزيران الحالي، مرور مجموعة من طلاب الشهادات الثانوية، تزيد على 20 طالبًا، من المعبر، وصادروا بطاقاتهم الامتحانية، بعد أن اعتصم ناشطون في إدلب رفضًا لعبور الطلبة إلى مناطق سيطرة النظام، مذكرين بمسؤوليته عن تدمير مئات المدارس، وتهجير مئات آلاف الأطفال وعائلاتهم من ديارهم.
ونقلت وكالة “سانا” عن المكلف بمهام محافظ إدلب التابع لحكومة النظام، فادي سعدون، أن 2600 طالب يفترض عبورهم إلى حماة لتقديم امتحاناتهم في شهادة الثانوية العامة.
ودعا مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، في بيان صدر في 19 من حزيران الحالي، جميع الأطراف لـ”تيسير العبور الآمن للطلاب المسافرين نحو المناطق الحكومية لأداء امتحاناتهم النهائية”، مع تقديره عدد الطلاب في شمال شرقي وغربي سوريا بنحو 23 ألف طالب، سينضمون لما يقارب 250 ألفًا سيؤدون امتحاناتهم في مناطق سيطرة النظام بدءًا من 21 حزيران الحالي.
شهادة “ضعيفة” ولكن..
يعتبر أغلب الطلاب شهادة “الحكومة المؤقتة” ضعيفة مقارنة بالشهادة التي تمنحها وزارة التربية والتعليم في حكومة النظام السوري، حسب وصف طالب المرحلة الثانوية أسامة سعود، إلا أنه وآلاف الطلاب “لا يهمهم الأمر”.
وقال أسامة لعنب بلدي، “يكفيني أن يعترف أهلي بالمناطق المحررة بي، وأنا أسعى لأتعلم وأتم دراستي لخدمتهم. تفوقي هو الذي يجعل العالم كله يعترف بي”.
واعتبر مدير المكتب الإعلامي في مديرية التربية والتعليم بإدلب، مصطفى الحاج علي، موضوع الاعتراف بالشهادة موضوعًا “عميقًا”، لأنه يعني “الاعتراف بالثورة بأكملها”، ولكن الشهادة التي تمنحها “الحكومة المؤقتة” معترف بها في تركيا، ويمكن تعديلها لتوازي الشهادة الممنوحة للطلاب الأتراك.
وأضاف الحاج لعنب بلدي أن المديرية قيّمت ودرست حال الطلاب في مناطق النزوح، الذين بلغ عددهم في الحملة الأخيرة، منذ كانون الأول 2019، أكثر من 380 ألفًا، وفق تقدير الأمم المتحدة.
ووضعت المديرية خططًا لمشروع تعليم صيفي تعويضي للطلاب، بعد إغلاق المدارس منذ 14 آذار الماضي حتى 6 من حزيران الحالي، بسبب مخاوف من انتشار فيروس “كورونا”، الذي لم تسجل أي حالة للإصابة به في مناطق شمال غربي سوريا بعد.
كما قدمت المديرية دروسًا “إلكترونية” تضمنت مقاطع تعليمية، واهتمت بالجانب الصحي في تجهيز المراكز الامتحانية، التي من المقرر بدء الامتحانات بها من 4 حتى 21 من تموز المقبل، حسبما قال الحاج علي، مضيفًا أن القاعات الامتحانية سيعلن عنها في مناطق بعيدة عن استهداف قوات النظام وحليفته روسيا، بعد إرسال البطاقات إلى الطلاب ما بين 20 و25 من حزيران الحالي.
وكانت أعداد الطلاب المسجلين خلال العام الحالي انخفضت بحوالي ثلاثة إلى أربعة آلاف طالب عن عام 2019، لتصل إلى 20 ألفًا خلال العام الدراسي الحالي، وأشار الحاج علي إلى أن نزوح الطلبة دفع العديد منهم للتخلي عن إكمال دراستهم.
وخسرت محافظتا إدلب وحلب أكثر من 300 مدرسة، نتيجة الحملة العسكرية الأخيرة لقوات النظام السوري المدعوم روسيًا، لتؤثر بدمارها على 117 ألف طفل وأكثر من خمسة آلاف معلم، كما تعطلت 277 مدرسة نتيجة استخدامها كمراكز للنزوح من قبل 23419 ألف شخص يسكنون في عفرين والباب واعزاز وأريحا وحارم وإدلب وجسر الشغور، وفقًا لتقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، الصادر في 12 من حزيران الحالي.
أسهم مراسل عنب بلدي في إدلب يوسف غريبي في إعداد هذه المادة
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :