لم يعد اسم مدينة السخنة موجودًا في قاموس تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد سيطرته عليها منتصف أيار الماضي، وتوسيع رقعته الجغرافية في ريف حمص الشرقي والبادية السورية.
“أم القرى” هو الاسم الجديد الذي أطلقه التنظيم على المدينة، لينسف بذلك التسمية القديمة التي عرفت بها منذ الفتح الإسلامي لبلاد الشام قبل 14 قرنًا.
وذكر اسم السخنة صريحًا في معجم البلدان لياقوت الحموي بتاريخ 1219 ميلادي، وجاء فيه “سخنة بضم أوله وسكون ثانيه ثم نون بلفظ تأنيث السخن وهو الحار. وهي بلدة في برية الشام بين تدمر وعرض وأرك يسكنها قوم من العرب”.
كما ذكرها ابن بطوطة في رحلته المسماة “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار” سنة 1304 ميلادي، وقال فيها “ثم سافرنا إلى السخنة وهي بلدة حسنة، أكثر سكانها من النصارى”.
ويبلغ عدد سكان السخنة نحو 20 ألف نسمة وتعتبر المدينة الثانية في البادية السورية (بعد تدمر) وتتبع إداريًا لمحافظة حمص، لكنّ صورًا بثها التنظيم أمس الأربعاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حوّلتها إلى “أم القرى” التابعة لـ “ولاية حمص”.
وأظهرت الصور وفودًا من عشائر المدينة في خيمةٍ كبيرة (بيت شعر) قدمت لإعلان البيعة لزعيم “الدولة”، أبو بكر البغدادي، واعتبر إعلام التنظيم ذلك “بيعة عشائر مدينة أم القرى لأمير المؤمنين”.
يشار إلى أن تنظيم الدولة ومنذ دخوله سوريا انتهج سياسة تغيير أسماء عدة مناطق ومدن سورية، مثل ديرالزور (ولاية الخير)، الحسكة (ولاية البركة)، عين العرب (عين الإسلام)، ومؤخرًا مدينة السخنة (أم القرى)، وغيرها.