الحاضر الغائب.. أين “رجال الكرامة” في مظاهرات السويداء

camera iconمظاهرات مدينة السويداء التي نادت باسقاط النظام السوري 13 من حزيران 2020 (صفحة بدنا نعيش في فيس بوك)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – علي درويش

كانت السويداء في مطلع حزيران الحالي على موعد مع تأجيج مظاهرات جديدة تشابه نظيرتها في كانون الثاني الماضي، احتجاجًا على تدهور الظروف المعيشية في سوريا، لكنها لم تقف عند المطالب الاقتصادية فقط، بل تطورت وطالب المتظاهرون بإسقاط النظام في صورة أعادت للسوريين مشهد العام 2011.

لكن المظاهرات هدأت بعد اعتقال قوات النظام عشرة متظاهرين، بحسب ما وثقته “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، أولهم في 9 من حزيران الحالي، باعتقال الشاب رائد عبدي الخطيب أحد ناشطي السويداء، إذ اقتحم عناصر من قوات الأمن مكتب رائد، واعتقلوه في مدينة السويداء بعد ساعة من المظاهرة، كما هاجمت قوات الأمن، في 15 من الشهر نفسه، مظاهرة لناشطين في السويداء، واعتدت عليهم بالضرب، واعتقلت عددًا منهم.

ولم يظهر أي رد فعل واضح من حركة “رجال الكرامة” حول المظاهرات الأخيرة، وهي التي تملك قوة مسلحة في المحافظة، وتتخذ موقفًا لا يؤيد سياسات النظام السوري، ويترأسها الشيخ يحيى الحجار (أبو حسن).

“رجال الكرامة”.. لا تأييد للمظاهرات

الناشط نوار حداد، قال لعنب بلدي، إن “رجال الكرامة” مع شريحة من المرجعية الدينية في محافظة السويداء، لم يؤيدوا الحراك سواء في كانون الثاني الماضي، عندما كانت المطالب معيشية، وهو ذات الموقف بعد رفع سقف المطالب، بدءًا من 7 من حزيران الحالي.

كما أنهم يصدّرون مواقف سلبية رمادية، وتنأى بالنفس عما يجري في المحافظة من مظاهرات، فـ”أحيانًا يميلون لطرف النظام وأحيانًا للمعارضة”، بحسب الناشط.

وكان للحركة رد غاضب تجاه الاعتقالات و”التشبيح” في المظاهرات الأخيرة، لكن قيادة الحركة لم يعرف موقعهم للناشطين حتى اليوم الرابع من المظاهرات، أي بعد اعتقال رائد الخطيب، حسب الناشط نوار.

وبعد اعتقال تسعة متظاهرين، في 15 من حزيران الحالي، قصد بعض أهاليهم الشيخ يحيى الحجار ووجهاء محليين، الذين لهم دور في الشؤون المحلية، ومن ضمنهم شيخ العقل الثاني حكمت الهجري، والأمير (صفة تقليدية) لؤي الأطرش.

وأشار نوار إلى أن الهجري والأطرش يتدخلان في حالات السعي للإفراج عن المعتقلين، ما يكسبهما نوعًا من الصدارة والشعبية، وهناك معلومات أن المعتقلين سيخرجون مقابل التوقيع على تعهد بعدم التظاهر و”الإساءة لرمز الوطن”، في إشارة إلى رئيس النظام السوري، بشار الأسد.

وأفاد مراسل عنب بلدي في السويداء أن الناشطين في المدينة أجّلوا خروجهم بالمظاهرات بسبب وعود بخروج المعتقلين، بعد دخول عدة جهات على خط المفاوضات.

تواصلت عنب بلدي مع أحد المقربين من الحركة، تحفظ على ذكر اسمه، ونفى أن تكون الحركة ضد خروج المظاهرات التي تطالب بحقوق الشعب، لكن بعد حصول بعض “الإساءات اللفظية”، بحسب تعبيره، أخذت الحركة منحى المتفرج أكثر من أن تكون فعالة، لأن ذلك لا يجوز وغير محبذ من وجهة نظر الحركة.

وأضاف أن الحركة بشكل أو بآخر فصيل عسكري هدفه حفظ أرض وعرض وكرامة الجبل ليس أبعد من ذلك، ولا تتدخل بالسياسة، ومبدأ الحركة الأساسي لا موالاة ولا معارضة، والحركة تعتبر أن هذا الموقف أو المبدأ يجعلها تلعب دور صمام الأمان في السويداء، وقادرة في أي لحظة على أن تكون نقطة توازن.

وأكد أن الحركة لن تترك المعتقلين، فهي لم تعتد أن تترك معتقلًا أو مظلومًا، بحسب تعبيره، ومن الطبعيي والبديهي ألا تترك الحركة المعتقلين دون ضغط لإخراجهم، مشيرًا إلى وجود استعداء للحركة بشكل عام من قبل المعارضة.

وأوضح الناشط نوار حداد أن الحركة حاليًا في حالة غليان بعد الاعتقال، والشارع في السويداء لديه قبول بحملها السلاح رغم موقفها (لا موالاة ولا معارضة)، لكن لديها حجة لحمل السلاح وهو الدفاع عن أرض الجبل في حال تعرض لاعتداء، بحسب تعبيره، كما حصل في هجوم تنظيم “الدولة الإسلامية” في 25 من تموز 2018.

والمبرر الآخر حسب نوار، منع الاعتقال التعسفي والسوق الإلزامي للخدمة العسكرية من شباب السويداء، وهي سياسة عملت الحركة على الحفاظ عليها منذ تأسيسها على يد وحيد البلعوس.

لكن منع الاعتقال والسوق انتُهك بشكل صريح، واستجابة الحركة بطيئة لذلك، ولم تعد الكيان الذي كنا نقرأ له قراراته ووجوده وثقله، بحسب تعبير نوار حداد، والآن لديها عجز في اتخاذ القرار، لأن مجلس القيادة للحركة فيه أشخاص متناقضون بالولاءات، ومشاربهم وخلفياتهم وكيفية قراءة الأمور لديهم مختلفة.

وجاءت احتجاجات السويداء في حين تتخبط الأوضاع الاقتصادية في سوريا، مع تراجع قيمة الليرة السورية أمام الدلار وضعف القدرة الشرائية للسوريين، وتصنيف 83% منهم تحت خط الفقر، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة