صيادو حماة النازحون يحيون مهنتهم في ريف حلب

  • 2020/06/21
  • 12:47 ص

صيد السمك في بحيرة ميدانكي بمدينة عفرين شمالي حلب - 11 من حزيران 2019 (عنب بلدي)

ريف حماة – إياد عبد الجواد

من ريف حماة إلى عفرين، نقل عشرات من مربي الأسماك مهنتهم، بعد ترك سهل الغاب إثر العمليات العسكرية للنظام السوري منذ نهاية عام 2019.

وكان منهم خالد الصالح الذي يمارس مهنة الصيد قرب بحيرة “ميدنكي” بريف عفرين بدلًا من نهر “العاصي”، الذي كان مصدر رزق له ولعائلته، بعد أن فقد الأمل في فرص عمل أخرى.

كان خالد يصطاد عدة أنواع من السمك من نهر “العاصي”، هي “الكرب” و”السلور” و”البوري”، ولكن مع تقدم قوات النظام في سهل الغاب، نزح من قريته نحو محيط عفرين، ونظرًا لظروف النزوح السيئة وانعدام فرص العمل في مكان نزوحه، عاد مجددًا للصيد، واختار بحيرة “ميدنكي”.

يعاني خالد وغيره من الصيادين من قلة مردود الصيد في عفرين، مقارنة بالصيد في سهل الغاب، مع أن معظم أنواع الأسماك التي كانت في نهر “العاصي” متوفرة في “ميدنكي”، بحسب قوله.

ويبلغ سعر السمك 2000 ليرة سورية للكيلو من نوع “الكرب”، أما البوري فيباع بـ500 ليرة سورية، والسلور بـ1500 ليرة سورية للكيلو، بحسب خالد، مشيرًا إلى أن طريقة الصيد هي الشباك، وأن التصريف يتم في القرى المجاورة لمكان إقامته.

مهنة قديمة

رئيس المجلس المحلي سابقًا لقرية قبر فضة بريف حماة عبد المعين المصري، النازح حاليًا في ريف عفرين، قال لعنب بلدي، إن مهنة صيد الأسماك في قناتي نهر “العاصي” الغربية والشرقية كانت منتشرة بشكل كبير، مضيفًا أن الصيد كان يتم عن طريق الشباك أو الصعق بالكهرباء، و”عند جفاف قناتي العاصي تكثر عملية الصيد أيضًا نظرًا لسهولته”.

وأشار المصري إلى أن سيطرة قوات النظام السوري على مدينة قلعة المضيق والقرى المحيطة أدت إلى فقدان عشرات العائلات مصدر رزقها في صيد الأسماك وتربيتها، كما أصبح من الخطر الصيد حاليًا فيما تبقى من نهر “العاصي” الواقع في مناطق سيطرة المعارضة، نظرًا لقربها من مناطق التماس مع قوات النظام.

صعوبات

حول الصعوبات التي تواجه الصيادين في ريف عفرين، قال محمود الغابي، وهو نازح وصياد من سهل الغاب، إن أبرزها تقسيم منطقة سد “ميدنكي” إلى قطاعات، إذ يوجد لكل فصيل عسكري قطاع خاص به.

كما يحتاج الصيادون في بعض الأحيان للحصول على إذن رسمي للصيد من قائد فصيل في منطقة محددة، وفق محمود الغابي.

وبالإضافة للمشاكل الأمنية، فإن الصيادين الذين يستخدمون الشباك قد يقعون في مشكلة تمزقها، ما يضطرهم لشراء شباك جديدة وبأسعار مرتفعة نظرًا لقلتها.

أما الطريقة الثانية، التي يمارسها محمود الغابي من أجل الصيد، فهي عن طريق الكهرباء، التي تزيد مصاريف الصيد نظرًا لكمية المحروقات والأعطال التي تتعرض لها مولدة الكهرباء.

بحيرة “ميدنكي” دون أهلها

أُنشئت بحيرة “ميدنكي” الصناعية في عام 2000، خلف سد “السابع عشر من نيسان”، وتبعد ما يقارب كيلومترين عن قرية ميدنكي (15 كيلومترًا شمال شرق مدينة عفرين)، ويبلغ طولها 15 كيلومترًا بعرض كيلومتر وسطي، وتخرن ما يقارب 190 مليون متر مكعب من المياه، وتُحيط بها أحراج من شجر الصنوبر والسرو والزيتون.

حمودة إبراهيم من أهالي قرية عبودان، الواقعة بالقرب من سد “ميدنكي”، قال لعنب بلدي، إن مهنة صيد الأسماك كانت شائعة في المنطقة قبل سيطرة فصائل “الجيش الوطني السوري” على مدينة عفرين وريفها في آذار 2018، إلا أن أغلب الصيادين غادروا إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

وأضاف أن الصيادين كانوا يصطادون الأسماك بغية تأمين الغذاء، وليس للبيع، أما الذين يعتمدون على مهنة الصياد كمصدر معيشي فكانت أعدادهم قليلة جدًا.

أما اليوم فتبدل واقع البحيرة التي كانت مكانًا سياحيًا يقصده سكان المنطقة للاستجمام، وأصبحت مصدر رزق لكثير من النازحين الباحثين عن مهنة يعيلون بها عوائلهم.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع