عروة قنواتي
أسبوع كامل واللقطات المفاجئة في كرة القدم لا تتوقف، بعضها يثمر في نظرية الصراع على لقب محلي، وبعضها يبشر بعودة طيبة لثلة من نجوم كرة القدم ضمن أنديتهم بعد سلسلة الإصابات، وقليل منها يذكر بعراقة الاسم لأحد الفرق، يفرح ويبتهج بلا جمهور، ويترك في جعبة الخصم أسئلة وإشارات استفهام، لا يستبعد أن تكون مؤشرًا على أول العاصفة أو أن تكون غيمة عابرة.
إلا في ألمانيا، فلا جديد، كلمة البافاري فوق كل الأزمات!
هذه الأمور ربما لم تكن تحصل لولا التوقف الطارئ بسبب جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، فكما يبدو الحصاد وفيرًا في سلة بعض الأندية، أتت على محاصيل أندية أخرى كبيرة وهددتها.
في إيطاليا، يكمل نابولي مع مدربه غاتوزو معجم “قصم الظهر” للفرق المدججة بالنجوم، يزيح لاتسيو قبل التوقف في الكأس، ويترك دينًا ثقيلًا في رقبة الإنتر، ويعود بعد التوقف ليخطف بطاقة التأهل إيابًا، ويذهب نحو منصة التتويج، تاركًا اليوفي في حيرة من أمره، وبذلك فإن نابولي يقول كلمته في السوبر والكأس ويحمل “نصف أمل” في الشامبيونزليغ.
ماذا عن الدوري؟ اليوفي لا يسجل الأهداف في 180 دقيقة.
كما الخطوات متوزعة بين الريال والبارسا حالًا بحال، درجة بدرجة، سقط البارسا مع إشبيلية بفخ التعادل بعد انتصارين، ولكنه ولأول مرة منذ فترة لا بأس بها يسجل ثلاثة لقاءات بشباك نظيفة، وقبل التوقف أنهى لقاءه الأخير بشباك نظيفة. أربع مباريات بنفس المستوى ولكن بشباك نظيفة.
مكسب الريال كان لعودة المصابين الأفاضل ولعودة الروح الهجومية، هنا هازارد؟ لا، هنا أسنسيو؟ على ما يبدو، وكريم بنزيما يسجل، ويسجل بعنف، أي إن الريال لن يترك هذا الموسم حتى الأسبوع الأخير حتى لو سقط في جولة من الجولات المتبقية، زيدان يكمل السيمفونية، وآن للريال أن ينهي منتجه الجديد ليقدمه للعالم بعيدًا عن رموز ونجوم الكرة السابقين.
إلا في ألمانيا، البافاري سيد الكلمة والطوابق والبناء والشارع، ومن هم في محيطه من الأندية يتبادلون الأدوار على المفارق والمطبات في الطريق الطويل.
عاد بايرن ميونيخ مع ماكينته الهجومية بعد فترة التوقف، فأنجز مهمة الحصول على الموسم الثامن على التوالي، وسجل اللقب باسمه قبل النهاية بجولتين، تاركًا للغريم دورتموند ولمن خلفه مهمة التمسك بكراسي دوري الأبطال للموسم المقبل.
ليفاندوفسسكي يتصدر ويؤكد المنافسة، ليس موسمًا عاديًا كما يقول ليفا، ولن يكون استثنائيًا بوجود الرفاق والمدرب، ليفا يشير بتواضع وحكمة إلى منصة الشامبيونزليغ. إنهم يهددون أوروبا مجددًا.
أين وصل البافاري؟ وأين تتموضع الأندية الألمانية المتبقية؟ لا يبزغ الواعد ما زال يحبو، ودورتموند الداخل إلى كل موسم بشكل التجار الأقوياء ينهي مواسمه في كشك يبيع السجائر، وعراقة الاسم القديم والصحوة المتأخرة لا تنتج ألقابًا كما في حال ليفركوزن وغلادباخ، ومع السبات العميق لأندية شتوتغارت وكايزر سلاوترن بعيدًا عن الأضواء، يبقى البافاري صاحب الكلمة الأقوى فوق أزمة “كورونا”، وما قبل “كورونا”، وما بعد “كورونا”.
مبروك لعشاق نابولي الايطالي وعشاق بايرن ميونيخ الألماني الألقاب الجديدة في الخزائن!