خلال معارك تل قرين شرقي بلدة كفر ناسج في محافظة درعا، شباط الماضي، قتلت فصائل المعارضة مجموعة من العناصر الإيرانيين، ومن بينهم الجنرال الإيراني عباس عبد إلهي، ولاتزال جثته إلى جانب مقاتليه السبعة عند ألوية الفرقان العاملة في المنطقة الجنوبية.
وقال صهيب الرحيل، الناطق الإعلامي باسم ألوية الفرقان، إن “إيران تعتبر حليفة أساسية للأسد لايمكن الاستغناء عنها في المعارك ضد الثوار، واليوم يتخلى بشار الأسد عن جثث الإيرانيين لتأكل أشلاءهم الديدان، بينما نفذ عدة صفقات تبادل بين أسرى لديه وجثث جنود من الطائفة العلوية قتلوا في المناطق التي سيطرنا عليها”.
وأوضح الرحيل أن لدى الأولية جثثًا لعناصر وضباط إيرانيين إلى جانب عبد إلهي لم تتمكن المعارضة من التوصل إلى هويتاتهم الحقيقية حتى الآن، وزوّد عنب بلدي بصورتين لعبد إلهي قبل وبعد مقتله إضافة إلى هويته العسكرية.
وأكد الناطق أن المكتب الإعلامي أعلن منذ مقتل الجنرال “الموافقة على إمكانية تبادل الجثة مقابل بعض الأسيرات من أخواتنا الحرائر القابعات في السجون ولكن النظام اختار أن يسد أذنه بالعجين والأخرى بالطين”، منوهًا إلى أن جثته “كادت تتفسخ ودفنت في صندوق للحفاظ عليها حتى اليوم”.
ويقود ضباط إيرانيون معارك مثلث الموت منذ شباط الماضي، واستطاعت قوات الأسد السيطرة على بلدة دير العدس والتلال المحيطة بها في معارك سقط فيها قتلى وجرحى من قوات الأسد وحزب الله اللبناني وولاء فاطميون الأفغاني، إضافة إلى إيرانيين بينهم ضباط.
تحتفظ ألوية الفرقان بجثة “الحاج عباس” منذ خمسة أشهر دون أي مبادرة للمبادلة عليها، الأمر الذي اعتبره ناشطون معارضون استهتارًا من قبل ملالي طهران بحق الضباط والجنود الذين يرسلون إلى الموت في سوريا.
واعترفت طهران، وفق ما نقلت وكالة تسنيم الإيرانية مطلع الشهر الجاري، بمقتل 300 جندي إيراني وأفغاني “خلال دفاعهم عن العتبات المقدسة في سوريا”، بينما تعتبر المعارضة التدخل الإيراني “احتلالًا مباشرًا”، أبرز مؤشراته رفع علم الدولة الإسلامية فوق المسجد الأموي في العاصمة دمشق يوم القدس وسط غياب علم النظام.